تعد تقنيات الاستشعار عن بعد Remote Sensing، من التقنيات المتقدمة، التي تساهم بشكل رئيسي في تطوير برامج التخطيط لمشروعات التنمية المستدامة Sustainable Development، للعالم برقعته الواسعة، وبيئته الغنية بالثروات، لم يستغل الكثير منها بعد، تفيد هذه التكنولوجيا، ويستطيع أن أحسن التعامل مع معطياتها. أن يجني من ورائها الكثير.
يعرف الاستشعار عن بعد، بأنه تجميع ومعالجة وتحليل المعلومات والبيانات، عن شيء أو هدف أو منظمة ما، دون الحاجة إلى الوجود في تلك البقعة أو المنطقة، ويمكن تمثيل ذلك بجهاز التحكم عن بعد Remote Control الذي يستخدم في تشغيل أجهزة كثيرة، مثل التلفاز، والفيديو، وباب مرآب السيارة... الخ. وتعتمد فيزياء الاستشعار عن بعد، على حقيقة ثابتة، وهي أن لكل مصدر، إشعاعا.. سواء أكان وسطاً ماصاً أو جسماً عاكساً.
وتستخدم هذه التقنية مستشعرات المسح، التي لديها القدرة على استقبال الإشعاعات المرئية، والأشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة، والأشعة تحت الحمراء الحرارية طويلة الموجة، والقريبة من تحت الحمراء، ومن ثم معالجتها وبثها باتجاه الأرض، لتلتقطها المحطات الأرضية المجهزة بحواسيب وأجهزة فائقة الحساسية، التي تقوم بإجراء عمليات معقدة، لتبسيط الصور المعلوماتية والبيانية، وتسجيلها للاستفادة منها. وهناك العديد من منظومات الاستشعار عن بعد التي تعمل الآن، وتقدم خدماتها لمشروعات التنمية المستديمة نذكر من أهمها: المنظومة الفرنسية (سبوت)، المنظومة الأمريكية (الاندسات Landsat، المنظومة الأوروبية ERS، المنظومة اليابانية Japanese Earth Resources (JERS) Satellite وغيرها.
وتشكل تقنية الاستشعار عن بعد مطلباً أساسياً في تطوير برامج التخطيط لمشروعات التنمية المستديمة في عالمنا، الثري بالخبرات، والثروات الطبيعية، التي يصعب استكشافها بالوسائل التقليدية، وللاستفادة من معطيات هذه التقنية.
ومن أبرز المجالات التي تستخدم فيها تنقية الاستشعار عن بعد هي
المجال الزراعي، الكشف عن الخامات المعدنية، الكشف عن مكامن المياه الجوفية، المجال البيئي والحماية من التلوث، وتمتد تطبيقات تقنية الاستشعار عن بعد إلى مجالات أخرى عديدة، تتكامل لخدمة مشروعات التنمية المستديمة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
* الدراسات الجيولوجية والقياسات السيزمية، ذات الأهمية الكبيرة في التخطيط للمشروعات الهندسية، ومشروعات البنية التحتية. الدراسات البحرية، وتحديد أماكن الثروة السمكية، دراسة الغابات، ومكافحة الحرائق، التي تندلع فيها، مراقبة تحركات الكثبان الرملية، التنبؤ ومراقبة أماكن الانهيار الصخرية، الأرصاد الجوية، التنقيب عن الآثار المطمورة كالأبنية القديمة، والقنوات، والخنادق، متابعة هجرة الطيور، والحيوانات البرية.
إن التنمية المستدامة لها الأولوية القصوى في جميع أنحاء العالم والبلدان النامية على وجه الخصوص، وواحدة من أهم القضايا في مجال التخطيط الحضري، واثبتت تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية انها تقنيات رخيصة التكلفة ولها القدرة الكبيرة على وضع افضل الخطط والمقترحات المستقبلية للمحافظة على الاراضي الزراعية والتوسع الصحيح في العمران وشبكات النقل وغيرها بشكل يضمن الحصول على افضل تنمية مستقبلية مستدامة