الأسطورة لغةً واصطلاحاً
تساهم هذه المقالة في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، الذي ينص على: "ضمان تعليم جيد شامل ومنصف وتعزيز فرص تعلّم مدى الحياة للجميع"
تُعَدُّ الأسطورة ظاهرةً عامةً لازَمَتِ المجتمعات، قديمها وحديثها، بحيث لا يخلو تراثُ أيِّ أمةٍ من الأمم منها؛ أي أنها ظاهرة موجودةٌ بشكلٍ أو بآخر في كل مراحل الحضارة وعند جميع الشعوب المعروفة. وقد تنشأُ الأساطير مثل كلِّ شيءٍ في الظروف البدائية التي سادت في العصور القديمة.
وعلمُ الأساطير (mythology) هو فرعٌ من فروع المعرفة يُعنى بدراسةِ الأساطير وتفسيرها؛ إذ إن الشقَّ الأول مأخوذٌ من الكلمة (mytho) التي تعني حكايةً تقليديةً عن الآلهة والأبطال، والشقُّ الثاني (logy) فيعني علماً وتُستخدمُ هذه اللاحقة بكثرة للدلالة على العلوم المختلفة. ويُعنى علمُ الأساطير بدراسةٍ علميةٍ للأساطير، حيث يبحث في أصولِها ومواطنها الأولى. وهو مصطلحٌ استُخدمَ أولاً لمعرفةِ النظامِ الأسطوري لأيِّ سلالة، وثانياً للبحث عن الأسطورة؛ فهو يدرسُ الشكلَ البدائيَّ المبكرَ للديانة. كما يقوم بتفسيرِ الأساطير والقصص التي لها علاقة بالديانة والتجارب الإنسانية الأولى. لذلك فقد اهتمّت الميثولوجيا الحديثة بتعريفِ الأسطورة، ودراسةِ بواعث نشوئها وتفسيرها، ودراسةِ وظائفها النفسية والفكرية والاجتماعية.
أما في اللغة العربية فقد عُرفت الأساطير بالأباطيل، أي أحاديثٍ لا نظام لها. والسطرُ هو الصفُّ من الكتابِ والشجرِ والنخلِ، والجمعُ منه هو: أسطرٌ وأُسطُر. والسطرُ يعني الخطّ والكتابة؛ وقيلَ: "أساطير الأوائل"، أي ما سطروه الأوائل. وتعني كلمةُ الأسطورة (أسطورة) كما قيلَ إنها أحداثةٌ أو أحاديث. وقال تعالى: "ن والقلم وما يسطرون"، أي ما تكتبه الملائكة؛ وسُطِرَتْ كلماتُهُ؛ وسُطِرَتْ علينا؛ وإذا جاء بأحاديثٍ تشبه الباطل، يقال: "هو يسطرُ ما لا أصل له"، أي يؤلف. وقد ورد ذكرُ الأسطورة في القرآن الكريم عدة مرات؛ منها قوله تعالى: "وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا ۖ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ". ومن الضروري أن نميزَ الأسطورةَ عن الملحمةِ والخرافةِ؛ حيث توجدُ فيها عناصرُ أسطورية. فالملحمةُ نوعٌ من الأدبِ المتميزِ والقائمِ بذاته من حيث الأسلوب والطريقة، إذ تُسَجَّلُ مآثرُ وبطولاتُ ملوكٍ وأبطالٍ رُفِعوا إلى مصافِ الآلهةِ، وكان لهم قوةٌ خارقة وأجسامٌ عملاقة ومغامراتٌ شهيرة. وبما أن أصلَ الأسطورة كان في بلادِ سومر، فإنَّ الملحمةَ أيضاً كان منشأها في بلادِ سومر. أما الخرافةُ فهي عبارة عن حكايةٍ تحتوي على كثيرٍ من الخيال والمبالغات والخوارق، وتكونُ الشخصيةُ الرئيسيةُ التي تُنسَجُ حولها الخرافة حقيقيةً وتاريخيةً.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .
اعلام جامعة المستقبل