لا توجد معلومات كافيه عن نمط تخطيط مدينة الحلة ولكن يظهر أنها تطورت على حساب الجامعين التي كانت لها خططها ومعالمها الواضحة ,لقد مرت المحلة السكنية في الحلة بأدوار عديدة تبعا لعمر المدينة والأدوار التاريخية التي طرأت عليها من حيث الركود, والنشاط، وهذا ما انعكس على مساحة المحلة السكنية ,وعدد سكانها وطراز البناء فيها، في المرحلة الأولى من عمر المدينة (مرحلة الظهور والنشأة) والتي تبدأ بظهور الجامعين ,وحتى تأسيس الحلة المزيدية, يُعَدٌّ وجود المدينة في هذه المرحلة هو وجود بعض الجوامع والمقامات في الموضع الذي نشأت فيه لأول مرة (نواة المدينة)، وهذا ساعد على جذب السكان والأنشطة الوظيفية حولها فأصبحت تجمعاً حضرياً، وعلى الرغم من كونها مدينة لها سوق ومعسكر, ودار للقضاء, ومراكز إدارة، غير أنه لا يوجد أي تحديد لمكان هذه الأنشطة أو وصف لمكوناتها أو الطراز المعماري لها ولتحديد مساحتها، وفي المرحلة التالية (مرحلة تأسيس الحلة المزيدية) التي تمتد من اتخاذالأمير صدقة الجامعين غرب الفرات موضعا له ولقبيلته عام 495هـ/1102م وتنتهي بنهاية حكم الإمارة المزيدية عام 545هـ/1150م نجد إن الحلة استمرت باكتسابها مواصفات المرحلة نفسها التي سبقتها وهذا الحال تأثرت به جميع المدن التي تطورت عن قرى قديمة الأصل، وبذلك فان نمط النمو عشوائي غير مقيد بالتخطيط، ويظهر ذلك بصورة واضحة في محلة الجامعين الحديثة والقديمة على الرغم من التحويرات ,والتبدلات التي أجريت على دورها. وهناك حدث مهم يميز الحلة السكنية إبان حكم المزيديين هو اتساع المساحة لرقعتها المكانية, إذ أوعز الأمير صدقة بتأسيس محلتينسكنيتين أحدهما تقع في الجنوب تسمى (الجامعين) وهي خاصة بالأمير صدقة وحاشيته والأخرى تقع في شمال الحلة وتسمى (الاكراد) وهي بالمقاتلين الأكراد والمنحدرين من قبائل (الجاوان والشاذنجان) الذين كانوا ضمن جيش الإمارة وفي المرحلة التي أعقبتها (مرحلة الإدارة العباسية) التي تمتد من عام 545هـ/1150م وحتى عام 656هـ/1258 وعلى الرغم من ان المحلة السكنية لم تشهد تطورا كبيرا في طرازها المعماري غيرانها نمت نموا كبيرا في عدد سكانها، وذلك اثر الهجرة الواسعة التي نزحت من المدن المجاورة لمدينة قصر بن هبيرة والقرى الواقعة في أعالي الفرات, مما أدى إلى اتساع الرقعة المساحية للمحلة السكنية، وعلى ما يبدو أن محلة الجباوين التي نشأت في منتصف المسافة بين محلة الأكراد والجامعين كانت همزة الوصل التي حققت الالتحام العمراني بين الطرفين ثم محلة القلج ، وهذه المحال لازالت تحتفظ بأسمائها في الوقت الحاضر وكان النمو خلال هذه المرحلة يستثمر الأراضيالمرتفعة من المدينة ولاسيما الأجزاء التي يتراوح ارتفاعها سن 33-34 فوق مستوى سطح البحر، ويبدو أن حدود الجامعين تتسع لتشمل محلتي الطاق وجيران الحاليتين، وكذلك مجاورة هذه المحلات للسوق واحتوائها على مراقد كثيرة من علماء الحلة ورجالها.
# جامعة المستقبل _ الأولى على الجامعات الاهلية في العراق