تُعد طبقة الأوزون من أهم الطبقات في الغلاف الجوي، حيث تلعب دورًا حيويًا في حماية الحياة على كوكب الأرض. تقع هذه الطبقة في الجزء السفلي من طبقة الستراتوسفير، على ارتفاع يتراوح بين 10 و50 كيلومترًا فوق سطح الأرض، وتتكون من جزيئات الأوزون (O₃)، وهي نوع من الأوكسجين مكوَّن من ثلاث ذرات.

أهمية طبقة الأوزون:

تتمثل الوظيفة الأساسية لطبقة الأوزون في امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضارة الصادرة من الشمس، وخاصة الأشعة فوق البنفسجية من النوعين (UV-B) و(UV-C)، والتي تُعتبر خطيرة جدًا على الكائنات الحية. من دون هذه الطبقة، ستزداد معدلات الإصابة بسرطان الجلد، وأمراض العيون مثل المياه البيضاء، بالإضافة إلى ضعف جهاز المناعة لدى البشر، كما ستتأثر النباتات والكائنات البحرية سلبًا.

ثقب الأوزون:

خلال العقود الماضية، اكتشف العلماء وجود ثقب في طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية. وقد تبين أن السبب الرئيسي لذلك هو استخدام مواد كيميائية تُعرف باسم الكلوروفلوروكربونات (CFCs)، التي كانت تُستخدم في أجهزة التبريد، وعلب الرذاذ، وبعض الصناعات. هذه المواد تتفاعل مع الأوزون وتدمره، مما يؤدي إلى ترقق الطبقة أو ما يُعرف بالثقب.

الجهود الدولية لحمايتها:

أدى القلق العالمي إلى توقيع اتفاقية مونتريال عام 1987، والتي تهدف إلى تقليل وإلغاء استخدام المواد الضارة بطبقة الأوزون. وبفضل هذه الجهود، بدأ العلماء يلاحظون بوادر تعافي في طبقة الأوزون، وقد توقعت الأمم المتحدة أن تعود إلى حالتها الطبيعية بحلول منتصف القرن الحالي إذا استمرت الجهود.

كيف نُسهم في حماية الأوزون؟

تجنُّب استخدام المواد التي تحتوي على CFC.

دعم المنتجات الصديقة للبيئة.

نشر الوعي حول أهمية طبقة الأوزون.

الالتزام بتوجيهات السلامة البيئية الدولية.

الخلاصة:

طبقة الأوزون هي درع طبيعي لا غنى عنه، يحمي الكوكب من الإشعاعات الشمسية الضارة. الحفاظ عليها مسؤولية جماعية تبدأ من الوعي وتنتهي بالفعل. وإذا واصلنا التزامنا البيئي، فإن أمل استعادة التوازن البيئي سيظل قائمًا.
أ.د قصي رشيد عبد الامير
جامعة المستقبل الاولى على الجامعات الأهلية