انت الان في قسم الاعلام

الدعمُ الخفيُّ: القوةُ الخَفيّةُ خلفَ أضواءِ النجاحِ تاريخ الخبر: 18/03/2025 | المشاهدات: 2045

مشاركة الخبر :

يُنظر للنجاح بالعادة على إنه نتيجة مباشرة وفردية لجهود الفرد وامكانياته، لكن في الحقيقة من يمعنُ النظرَ في الكواليس يتثبت بأنّ النجاح لم يكنْ فردياً ويجدُ دعماً خفياً يؤدي دوراً في تحقيقِ الإنجازات، وقد يتشكل هذا الدعم بأشكال مختلفة، نحو :إيمان الآخرين بقدرات الفرد، أو تقديم فرص مباشرة أو غير مباشرة، وقد يتجسد الدعم على شكلِ نقد بناء يدفع الفرد للتطور والتعلم أكثر، يروى انا المخترع الشهير توماس اديسون قد طُردَ من المدرسةِ بسبب ضعفِ تحصيلهِ الدراسي، لكنه وبسبب دعم والدته النفسي وإيمانها بأنّه عبقري استمرت في تعليمه في البيت وهذا ما جعله يواصل اختراعاته حتى أصبح من أعظم العلماء يقول أديسون: إنّ أُمي هي التي صنعتني، لإنها كانت تحترمني وتثق بي أشعرتني أنّي أهم شخصٍ في الوجودِ، فأصبحَ وجودي ضرورياً من أجلها، وعاهدت نفسي ألا أخذلها كما لم تخذلني قط، والبرت اينشتاين الذي آمنَ بهِ معلمه بعدَ أن كانَ الجميع يعتقدُ بأنّه طالبٌ بطيءُ الفهمِ ولكن معلمهُ شجعهُ على التفكيرِ خارجَ الصندوقِ ولاحقاً أصبحَ اينشتاين من أعظمِ العلماءِ في الفيزياء، وأجاثا كريستي التي انتقلت من صعوبات التعلم إلى أشهر كاتبة روايات في العالم لم تلتحق بالمدرسة بسبب معاناتها من صعوبات في القراءة والكتابة والتلعثم في الكلام، وتعرضت للتنمر، مما دفع والدتها إلى تعليمها في المنزل بأسلوب يناسبها، بفضل هذا الدعم، تجاوزت تحدياتها وأصبحت واحدة من أشهر الكاتبات في التاريخ، نتلقى في حياتنا أنواع من الدعمِ وقد يكون هذا الدعم نفسي كشخص يؤمن بنا حين نشكك في أنفسنا، أو دعم عملي كتلقي نصيحة أو توجيه دون انتظار مقابل، أو أن يدعو لك أحدهم دون أن تعرف وهذا من الدعم الروحي، وقد نتعرض للنقد بشكل مباشر أو غير مباشر فيساعدنا هذا على التحسن والارتقاء، كالموقف الذي حول الكسائي من راعي غنم إلى عالم عظيم فقد كان (رحمه الله) راعياً للغنمِ حتى بلغَ أربعينَ عاماً، وفي يومٍ مِنَ الأيامِ وهو يسيرُ بغنمهِ رأى أمّا تحثُ ابنها على الذهاب لحفظ القرآن والولد لا يريد الذهاب فقالت لابنها: يا بنى اذهب وتعلم حتى إذا كبرت لا تكون مثل هذا الراعي، فقال الكسائي: أنا يضرب بي المثل في الجهل! فذهب الكسائي فباع غنمه وانطلق إلى التعلمِ وتحصيلِ العلمِ فأصبح إماماً في اللغةِ وإماماً في القراءات وأصبح يضرب به المثل في العلم وفى كبر الهمة، حتى لو لم يكن مقصودًا بشكل مباشر، فقد كان تعليق الأم نقدًا جارحًا، لكنه أيقظ في الإمام الكسائي دافعًا داخليًا للتغيير والتطور، بدلاً من الاستسلام للشعور بالإحباط، حول هذا النقد إلى حافز إيجابي، فقرر السعي للعلم حتى أصبح إمامًا في اللغة والقراءات، لذا فإنّ خلفَ إضواءِ النجاحِ هناكَ جنودٌ خفيةٌ ودعمٌ غيرُ مرئي، فالنجاح نتاجه شبكة تمتد عبر الزمن والاشخاص، فمن المهم أن نُقدرَ من ساعدونا.

م.م سرى قاسم عناد

جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق