المهندسة فاطمة كاظم عليوي
المقدمة
في عصرٍ تتزايد فيه مسؤوليات المرأة وتتعاظم أدوارها المهنية، أصبحت الأم الموظفة تواجه تحديًا مزدوجًا بين أداء واجبها في العمل والقيام بدورها الأساسي في تربية أبنائها. ومع ضيق الوقت وانشغالات الحياة اليومية، برز مفهوم "الوقت النوعي" كبديل فعّال عن الوقت الطويل، ليمنح العلاقة بين الأم وأطفالها عمقًا وجودة تفوق الكمية الزمنية وحدها.
الأهداف
1.تسليط الضوء على أهمية جودة الوقت الذي تقضيه الأم مع أطفالها أكثر من مدته.
2.توضيح الأساليب الذكية التي يمكن للأم الموظفة من خلالها تعويض غيابها اليومي.
3.تعزيز مفهوم التواصل العاطفي الفعّال بين الأم وأطفالها في ظل انشغالها بالعمل.
4.دراسة الآثار الإيجابية والسلبية للعمل على دور الأم التربوي والاجتماعي.
الإيجابيات
1.تعزيز الاستقلالية عند الأطفال: غياب الأم خلال ساعات العمل يشجع الطفل على الاعتماد على نفسه في أداء المهام اليومية وتنمية مهاراته الشخصية.
2.القدوة العملية: يرى الأبناء في أمهم نموذجًا للمرأة الناجحة والطموحة، مما يعزز لديهم قيم الاجتهاد والمسؤولية.
3.استثمار الوقت بذكاء: حين تخصص الأم وقتًا نوعيًا لأطفالها، يصبح هذا الوقت مليئًا بالحب والحوار والنشاطات المفيدة، ما يترك أثرًا إيجابيًا طويل الأمد.
4.استخدام التكنولوجيا للتقارب: يمكن للأم التواصل مع أبنائها عبر المكالمات أو الرسائل أثناء العمل، مما يقلل شعورهم بالبعد.
5.تعزيز العلاقة الأسرية: الوقت النوعي يمنح الطفل شعورًا بالأمان والانتماء، خصوصًا عندما يشعر بأن أمه تخصص له وقتًا مميزًا رغم انشغالها.
السلبيات
1.نقص المتابعة اليومية: انشغال الأم قد يؤدي إلى ضعف الإشراف المباشر على سلوك الأطفال أو مستواهم الدراسي.
2.الإجهاد البدني والنفسي: العمل المتواصل قد يجعل الأم منهكة، فتفقد طاقتها للتفاعل الإيجابي مع أبنائها بعد الدوام.
3.الاعتماد المفرط على الأجهزة: في بعض الحالات، تعوض الأم غيابها بالسماح الزائد باستخدام الأجهزة الذكية، ما يؤثر على توازن الطفل النفسي والاجتماعي.
4.إحساس الطفل بالحرمان: رغم حسن النية، قد يشعر الطفل بأن العمل أهم من وجود الأم، مما يسبب فجوة عاطفية إذا لم يُعالج التواصل بذكاء.
5.ضغوط التوفيق بين الأدوار: الأم الموظفة قد تعيش صراعًا داخليًا بين متطلبات العمل واحتياجات أبنائها، ما يؤثر على جودة عطائها في كلا الجانبين.
الخاتمة
يبقى التوازن بين العمل والأمومة فنًا يحتاج إلى وعي وتنظيم أكثر من كونه معادلة زمنية. فالأم الموظفة لا تُقاس قيمتها بعدد الساعات التي تقضيها مع أطفالها، بل بأثر حضورها في تلك اللحظات. ومن خلال استثمار الوقت النوعي، يمكنها أن تبني علاقة عاطفية قوية ومثمرة مع أبنائها، تجمع بين الدفء الأسري والطموح المهني، لتكون نموذجًا ملهمًا للأمومة الحديثة التي تجمع بين الحب والنجاح
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق