في الماضي، كان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة باردة، تعتمد على الحساب والمنطق، ولا مكان فيها للمشاعر. لكننا الآن نعيش مرحلة جديدة، حيث بدأ الذكاء العاطفي الاصطناعي يدخل بقوة إلى المجال الطبي، جاعلاً من التعاطف جزءاً من الأداء التقني.
الأنظمة الحديثة قادرة على تحليل تعبيرات الوجه الدقيقة، تغيرات نبرة الصوت، الإشارات الفسيولوجية مثل معدل ضربات القلب وتوتر العضلات، وحتى اللغة المستخدمة في الحديث مع الطبيب. هذه البيانات يتم تحليلها فورياً لتحديد مستوى القلق، الاكتئاب، الألم، أو حتى الثقة.
في تطبيقات الرعاية الصحية، بدأ الذكاء العاطفي يُستخدم لتحسين التواصل بين الطبيب والمريض، خاصة مع الفئات الأكثر حساسية مثل الأطفال أو كبار السن أو مرضى السرطان. وقد ظهرت أجهزة روبوتية قادرة على محاكاة الحضور العاطفي، تهدئة المريض، وتقديم تفاعل إنساني في غياب المرافقة البشرية.
هذا التطور لا يعني أن الآلة أصبحت "تشعر"، لكنها أصبحت قادرة على محاكاة الاستجابة العاطفية وتوظيفها لتحسين تجربة المريض وتقوية العلاقة العلاجية. إنه تحول من الرعاية التقنية إلى الرعاية الرحيمة، حيث لا يكون الذكاء الاصطناعي بديلاً عن الإنسان، بل شريكاً في التعاطف.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق