شهدت الرعاية الصحية خلال العقود الأخيرة تحولًا نوعيًا بفضل إدخال الروبوتات وأنظمة التحكم الآلي في مختلف جوانب الممارسة الطبية. فقد أصبحت الجراحة الروبوتية مثالًا بارزًا على هذا التطور، إذ توفر دقة عالية تقلل من نسب المضاعفات وتُسرّع من فترة التعافي بعد العمليات. ومن أبرز هذه النظم نظام Da Vinci الذي يمكّن الجراحين من التحكم بالأدوات الجراحية عبر واجهات رقمية دقيقة، مع تحسين الرؤية ثلاثية الأبعاد لموقع العملية.
ولا يقتصر دور الروبوتات على غرف العمليات، بل يمتد ليشمل اللوجستيات الطبية داخل المستشفيات، مثل توصيل الأدوية للمرضى، نقل العينات المخبرية، وإدارة المخزون الطبي بشكل ذكي. هذا الاستخدام يقلل من الأخطاء البشرية ويوفر وقت الطواقم الطبية لزيادة تركيزهم على رعاية المرضى.
كما أسهمت الأتمتة في تطوير مراقبة الحالات المزمنة، حيث تقوم الروبوتات بجمع المؤشرات الحيوية بشكل مستمر، وترسل تنبيهات فورية عند رصد أي خلل صحي، مما يتيح استجابة أسرع وتدخلات علاجية أكثر فعالية.
ورغم الفوائد الكبيرة، تواجه هذه التقنيات بعض التحديات، أبرزها ارتفاع التكلفة، الحاجة للصيانة الدورية، ومتطلبات تدريب الكوادر على التعامل مع أنظمة معقدة. إلا أن دمج الذكاء الاصطناعي مع الروبوتات يعزز من كفاءة المستشفيات وأمانها، ويخفف الضغوط المتزايدة على الكوادر الطبية، خصوصًا في البيئات المزدحمة.
ترتبط هذه المقالة بالعديد من اهداف التنمية المستدامة
• الهدف 3: الصحة الجيدة والرفاه
الروبوتات تسهم في رفع جودة الخدمات الطبية وتقليل المضاعفات، إضافة إلى تعزيز الاستجابة السريعة لمراقبة المرضى.
• الهدف 4: التعليم الجيد
إدخال تقنيات متقدمة مثل الروبوتات يتطلب برامج تدريب وتأهيل مستمرة، مما يعزز التعليم الطبي والهندسي ويطور مهارات الكوادر.
• الهدف 9: الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية
تطوير الروبوتات الطبية يدعم الابتكار في القطاع الصحي ويعزز البنية التحتية الرقمية للمؤسسات الطبية.
ان دمج الروبوتات والتحكم الآلي في الرعاية الصحية يمثل خطوة محورية لتحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة، من خلال تحسين جودة الحياة، دعم التعليم، تعزيز الابتكار، تقليل الفجوات الصحية، وتوسيع الشراكات الدولية.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق.