أصبحت الصحة الرقمية عنصرًا محوريًا في مسار التطوير الطبي المعاصر، إذ تجمع بين التكنولوجيا والطب والتعليم لتقديم حلول مبتكرة تسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وتوسيع فرص التعلم. ويبرز التقييم الأكاديمي لتجارب الصحة الرقمية في التعليم الطبي باعتباره ضرورة أساسية لضمان فاعلية هذه التجارب واستدامتها.

أولًا، يتيح تقييم تجارب الصحة الرقمية فهم مدى مواءمة المناهج التعليمية مع المتغيرات الرقمية، مثل إدماج المحاكاة الافتراضية، المنصات التفاعلية، والسجلات الطبية الإلكترونية. هذا التقييم يساعد على رصد نقاط القوة والضعف وتطوير استراتيجيات تعليمية متقدمة تستجيب لمتطلبات سوق العمل الصحي.

ثانيًا، يساهم التقييم الأكاديمي في قياس أثر هذه التجارب على المهارات السريرية للطلبة. فالاعتماد على التطبيقات الذكية والواقع الافتراضي في التدريب العملي يمكّن الطلبة من ممارسة الإجراءات الطبية في بيئة آمنة، مما يعزز من كفاءتهم وثقتهم قبل التعامل مع المرضى في الواقع العملي.

ثالثًا، يشكّل التقييم منصة لتحديد مدى تحقيق الاستدامة التعليمية. إذ يُقاس نجاح الصحة الرقمية ليس فقط بمدى فعالية الأدوات التكنولوجية، بل بقدرتها على الاستمرار والتوسع، وتوفير فرص تعليمية عادلة للطلاب بمختلف إمكانياتهم وظروفهم.

إلى جانب ذلك، يسهم التقييم الأكاديمي في تشجيع البحث العلمي والتطوير، من خلال توثيق التجارب الناجحة، نشر الدراسات، وتبادل الخبرات بين الجامعات والمؤسسات الطبية. هذا بدوره يفتح المجال أمام شراكات دولية ويعزز من مكانة التعليم الطبي في البيئة العالمية.

يمثل التقييم الأكاديمي لتجارب الصحة الرقمية في التعليم الطبي أداة استراتيجية لضمان الجودة، الاستدامة، والتأثير الإيجابي على الطلبة والمجتمع الصحي ككل. ومن خلال هذا التقييم، يمكن صياغة مستقبل طبي أكثر ابتكارًا وعدالة، يواكب تطلعات الأجيال القادمة ويعزز من جودة الرعاية الصحية عالميًا.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق.

https://www.un.org/sustainabledevelopment/ar/education/