أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) اليوم جزءًا أساسياً من حياتنا، بعد أن كان يُنظر إليه قبل سنوات قليلة كفكرة مستقبلية بعيدة المنال. فقد دخل إلى تفاصيل يومية نمارسها دون أن نشعر، مساهماً في تحسين كفاءتنا، وتبسيط مهامنا، وتوفير حلول مبتكرة لمشكلات الحياة الحديثة.
أحد أبرز مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي هو الهواتف الذكية، حيث تعمل المساعدات الرقمية مثل Siri وGoogle Assistant على تنفيذ الأوامر الصوتية، فيما تُسهّل تقنيات التنبؤ بالكلمات والكتابة الذكية التواصل بشكل أسرع وأكثر دقة. كذلك، أصبحت الكاميرات تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجوه وضبط الإعدادات تلقائياً لالتقاط أفضل صورة.
وفي وسائل التواصل الاجتماعي، توظف المنصات خوارزميات معقدة لتحليل اهتمامات المستخدمين وتقديم محتوى وإعلانات تناسب ميولهم، مما يجعل التجربة أكثر تفاعلاً وشخصية. أما في التسوق الإلكتروني، فإن أنظمة التوصية الذكية تقترح منتجات بناءً على سجل الشراء أو عمليات البحث السابقة، في حين تساعد أنظمة المحادثة الآلية (Chatbots) في الإجابة الفورية عن استفسارات الزبائن.
كذلك، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في النقل والمواصلات من خلال تطبيقات الخرائط الذكية التي تقترح أفضل الطرق وتتجنب الازدحام المروري، كما أسهم في تطوير تقنيات السيارات ذاتية القيادة. وفي الرعاية الصحية، نجد تطبيقات تتبع النشاط البدني والساعات الذكية التي تراقب معدل ضربات القلب والنوم، فضلاً عن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية وتشخيص الأمراض في مراحلها المبكرة.
ولا يمكن إغفال دوره في المنازل الذكية، حيث تتحكم أنظمة الإضاءة والتكييف والأمن في البيئة المحيطة بناءً على أنماط سلوك السكان، مما يوفر الراحة ويوفر استهلاك الطاقة.
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي رفيقاً يومياً للإنسان، يساهم في تعزيز جودة الحياة، وترشيد الوقت والجهد، وتقديم حلول مبتكرة لمجالات متنوعة. ومع استمرار تطوره، من المتوقع أن يتوسع حضوره في مختلف القطاعات، ليشكل ركيزة أساسية لمستقبل أكثر ذكاءً واستدامة.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق.
https://www.un.org/sustainabledevelopment/ar/education/