انت الان في قسم الأنظمة الطبية الذكية

التكنولوجيا شريك الإنسان نحو علاج أكثر فعالية(أ.د مهدي عبادي مانع) تاريخ الخبر: 01/10/2025 | المشاهدات: 86

مشاركة الخبر :

في العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم، لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات مساعدة في الحياة اليومية، بل أصبحت شريكاً أساسياً في تحسين صحة الإنسان ورفع جودة الرعاية الطبية. إذ باتت الابتكارات الرقمية والأنظمة الذكية تسهم في تشخيص الأمراض بدقة، ومتابعة حالة المرضى بشكل مستمر، وتقديم علاجات أكثر فعالية، مما يفتح آفاقاً جديدة لمفهوم الرعاية الصحية الشاملة.

التشخيص المبكر ودور الذكاء الاصطناعي
ساهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي في إحداث ثورة في مجال التشخيص الطبي، حيث أصبحت قادرة على تحليل الصور الطبية مثل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي بدقة تفوق أحياناً الأطباء المختصين، مما يساعد على اكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة. كما توفر أنظمة التحليل الذكية مؤشرات دقيقة حول احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري.

الأجهزة القابلة للارتداء والمتابعة المستمرة
تُعد الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية وأجهزة قياس المؤشرات الحيوية مثالاً واضحاً على التكنولوجيا التي تعمل لصالح المرضى. فهي تراقب معدل ضربات القلب، مستويات النشاط، جودة النوم، وحتى مستويات الأكسجين في الدم، وترسل التنبيهات عند وجود أي خلل يستدعي التدخل الطبي. هذه التقنيات تمكن المريض من أن يكون أكثر وعياً بحالته الصحية وتمنح الطبيب بيانات دقيقة لمتابعة العلاج.

الطب عن بُعد والخدمات الصحية الرقمية
بفضل الاتصالات الحديثة، أصبح بإمكان المرضى الحصول على استشارات طبية عبر الإنترنت دون الحاجة إلى التنقل إلى العيادات أو المستشفيات. هذا النوع من الرعاية يسهم في تقليل الضغط على المؤسسات الصحية، ويوفر الوقت والجهد للمرضى، خصوصاً أولئك الذين يعيشون في المناطق البعيدة أو يعانون من أمراض مزمنة.

تحسين تجربة المريض
لم تقتصر التكنولوجيا على الجانب العلاجي فحسب، بل ساهمت أيضاً في تحسين تجربة المريض داخل المستشفيات. أنظمة إدارة المواعيد الإلكترونية، والسجلات الطبية الذكية، وتطبيقات متابعة العلاج، كلها أمثلة على أدوات تجعل رحلة المريض أكثر سلاسة وأماناً.
إن التكنولوجيا لم تعد مجرد خيار إضافي في قطاع الصحة، بل أصبحت ضرورة ملحّة لتحقيق رعاية صحية أكثر كفاءة وإنسانية. فهي تمنح المرضى فرصة للعيش بصحة أفضل، وتوفر للأطباء أدوات أدق في التشخيص والعلاج، مما يمهّد الطريق لمستقبل طبي يعتمد على الذكاء والابتكار من أجل إنسان أكثر صحة وسعادة.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق.

https://www.un.org/sustainabledevelopment/ar/education/