المهندسة اسراء عيسى ابراهيم
في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي يواجهها العالم اليوم، تتجه الأنظار إلى التكنولوجيا الحديثة كأداة رئيسية لتحقيق الاستدامة. لكن السؤال المطروح هو: هل فعلاً تقودنا التكنولوجيا إلى نمط حياة أكثر استدامة، أم أنها جزء من المشكلة؟
التكنولوجيا، إذا استُخدمت بالشكل الصحيح، تملك إمكانيات هائلة لتحسين الكفاءة وتقليل الهدر في مختلف مجالات الحياة. فعلى سبيل المثال، أنظمة الطاقة الذكية تتيح تتبع استهلاك الكهرباء بدقة، مما يساعد على ترشيد الاستخدام وتخفيض الانبعاثات. وفي الزراعة، ساعدت تقنيات مثل الزراعة الدقيقة (Precision Farming) على استخدام الموارد بكفاءة، وتقليل الاعتماد على المبيدات والمياه.
أما في النقل والمواصلات، فقد ساهمت السيارات الكهربائية، وتطبيقات مشاركة الركوب، وأنظمة النقل العام الذكية، في خفض البصمة الكربونية للمستخدمين. كذلك، تُمكّن تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) من مراقبة استهلاك المياه والطاقة في المباني، وتشجع على السلوكيات المستدامة من خلال البيانات الفورية.
لكن من ناحية أخرى، لا يمكن تجاهل أن تصنيع هذه التقنيات واستهلاكها يتطلب موارد طبيعية ضخمة، وقد يساهم في التلوث الإلكتروني إذا لم تُدار بشكل مستدام.
بالتالي، ليست التكنولوجيا في حد ذاتها حلاً سحرياً، بل هي أداة. فمدى مساهمتها في تحقيق نمط حياة أكثر استدامة يعتمد على كيفية استخدامها، والسياسات التي تنظمها، ووعي الأفراد والمجتمعات بأهميتها.
الخلاصة:
التكنولوجيا تملك القدرة على تمكين الاستدامة، لكنها ليست بديلاً عن تغيير السلوكيات، أو التخطيط طويل الأمد. إذا ما تم دمجها مع رؤى بيئية واضحة، يمكن أن تكون محركاً حقيقياً نحو مستقبل أكثر توازناً بين الإنسان والطبيعة.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق.