تلعب النباتات دورًا أساسيًا ومحوريًا في دورة الكربون، وهي العملية الطبيعية التي تتحرك من خلالها جزيئات الكربون بين الغلاف الجوي، والمحيطات، والتربة، والكائنات الحية. تُعتبر النباتات في هذه الدورة بمثابة “مصارف” للكربون، حيث تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء خلال عملية التمثيل الضوئي، وتخزنه على شكل مركبات عضوية تستخدمها للنمو والتكاثر.
تبدأ دورة الكربون في النباتات من خلال عملية التمثيل الضوئي، حيث تمتص النباتات ثاني أكسيد الكربون (CO₂) من الجو، وتستخدم ضوء الشمس لتحويله مع الماء إلى جلوكوز وأكسجين. يُعد الجلوكوز المصدر الأساسي للطاقة في النبات، ويساهم في بناء أنسجته المختلفة مثل الجذور والسيقان والأوراق. بهذه الطريقة، تقوم النباتات بامتصاص الكربون من الهواء وتحويله إلى مادة عضوية مخزنة داخل أجسامها.
عندما تموت النباتات أو تسقط أوراقها، يتحلل هذا الكربون المخزن وتنتقل بعضه إلى التربة، حيث يمكن أن يبقى مخزونًا عضويًا لفترات طويلة. كما أن النباتات تُعد جزءًا رئيسيًا من السلسلة الغذائية؛ إذ تنتقل الكربون المخزن في النبات إلى الحيوانات التي تتغذى عليها، وهكذا يستمر الكربون في الانتقال بين الكائنات الحية.
أثر النباتات على المناخ يمتد إلى دورها في تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري. فثاني أكسيد الكربون هو أحد الغازات الدفيئة التي تساهم في زيادة حرارة الأرض. بفضل قدرتها على امتصاص هذا الغاز، تساعد النباتات في تقليل تراكمه في الغلاف الجوي، مما يحد من ظاهرة الاحترار العالمي. بالإضافة إلى ذلك، تسهم الغابات والمساحات الخضراء في تنظيم درجة حرارة البيئة المحيطة من خلال عملية النتح، التي تضخ الماء من الأوراق إلى الهواء، مما يؤدي إلى تبريد الجو وزيادة الرطوبة.
علاوة على ذلك، تحافظ النباتات على صحة التربة وتمنع تآكلها، مما يساعد في تخزين المزيد من الكربون في الأرض ويقلل من الانبعاثات الناتجة عن التعرية. ولهذا السبب، يُعتبر الحفاظ على الغطاء النباتي وإعادة تشجير المناطق المتدهورة من الحلول الفعالة لمواجهة تغير المناخ.
ان النباتات ليست فقط مصدرًا للأكسجين والغذاء، بل هي أيضًا جزء لا يتجزأ من النظام البيئي الذي يحافظ على توازن الكربون في الطبيعة، ويساعد في الحد من آثار التغير المناخي. لذلك، من الضروري العمل على حماية الغابات وتشجيع زراعة المزيد من النباتات للحفاظ على كوكبنا.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق