تُعد الفطريات من الكائنات الحية الدقيقة ذات الدور الحيوي في النظم البيئية. فهي لا تقتصر على كونها عوامل تحلل، بل تسهم بشكل مباشر في تحقيق الاستدامة البيئية من خلال إعادة تدوير المواد العضوية وتحسين خصوبة التربة، مما يجعلها شريكًا أساسيًا في التوازن البيئي.
أولًا: الفطريات كمحللات طبيعية
تلعب الفطريات دورًا مهمًا في تحليل المواد العضوية مثل بقايا النباتات والحيوانات. من خلال إفراز إنزيمات قوية، تقوم الفطريات بتكسير المركبات المعقدة مثل السليلوز واللجنين، وتحويلها إلى مواد بسيطة قابلة للامتصاص، مما يساعد في:
إعادة العناصر الغذائية إلى التربة.
دعم نمو النباتات.
الحد من تراكم المخلفات العضوية.
ثانيًا: تحسين خصوبة التربة
من خلال تفكك المواد العضوية، تساهم الفطريات في زيادة محتوى المادة العضوية في التربة، مما يعزز:
قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء.
تحسين تهوية التربة.
توفير المغذيات الأساسية للنباتات.
ثالثًا: الفطريات وإعادة التدوير البيئي
الفطريات تلعب دورًا محوريًا في مشاريع إعادة التدوير الحيوي (Bioremediation)، حيث يتم استخدامها لتحليل المخلفات الزراعية والصناعية والحد من التلوث، مثل:
تحليل النفايات البلاستيكية الحيوية.
إزالة المعادن الثقيلة من التربة.
إعادة تدوير الأخشاب والمخلفات الورقية.
رابعًا: علاقتها بالاستدامة البيئية
من خلال وظائفها البيئية، تسهم الفطريات في:
تحقيق الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة (الحياة في البر).
تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن تحلل المخلفات بطرق صناعية.
تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية عبر تحسين التربة بشكل طبيعي.
خامسًا: أبحاث وتطبيقات حديثة
استخدام الفطريات في إنتاج الأسمدة العضوية.
مشاريع لإنتاج الطاقة الحيوية من خلال التحلل الفطري.
تطوير أنواع من الفطريات المعدلة وراثيًا لتحسين كفاءة التحلل البيولوجي.
الفطريات ليست مجرد كائنات دقيقة تعيش في الظل، بل هي قوة بيئية حيوية تلعب دورًا رئيسيًا في دورة الحياة الطبيعية. ومن خلال فهم وظائفها واستثمارها في التقنيات الحديثة، يمكن أن تكون عنصرًا فعالًا في بناء بيئة مستدامة ونظم زراعية نظيفة.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق
الهدف 4 التعليم الجيد