قدمها المدرس المساعد منتظر صالح مهدي
تشهد الأطراف الذكية تطوراً متسارعاً بفضل التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي والمواد الحيوية والأنظمة الحسية. لم تعد هذه الأطراف مجرد بدائل ميكانيكية، بل أصبحت أجهزة تفاعلية قادرة على الاستجابة للإشارات العصبية وتحاكي الحركة الطبيعية بدرجة مذهلة. في المستقبل القريب، من المتوقع أن تصبح الأطراف الذكية أكثر تكاملاً مع الجهاز العصبي، مما يتيح للمستخدمين تحكماً دقيقاً وسلساً يشبه إلى حد كبير الأطراف الطبيعية.
من أبرز التوجهات المستقبلية في هذا المجال هو دمج تقنيات التعلم الآلي لتحسين أداء الأطراف الذكية بمرور الوقت، حيث تتعلم هذه الأجهزة من سلوك المستخدم وتتكيف معه. كما أن استخدام المواد الذكية، مثل البوليمرات القابلة للتشكّل والاستجابة للحرارة، سيسهم في جعل الأطراف أكثر راحة ومرونة. ومن المتوقع أيضاً أن تشهد هذه الأطراف تطوراً في مجال التغذية الذاتية للطاقة، عبر تقنيات مثل تحويل الحركة إلى طاقة كهربائية.
رغم هذه الآفاق الواعدة، لا تزال هناك تحديات تتعلق بالتكلفة العالية، والحاجة إلى بنية تحتية طبية متقدمة، وضمان الخصوصية عند استخدام الأنظمة العصبية. ومع ذلك، فإن التعاون بين الباحثين والمهندسين والأطباء، إلى جانب دعم الحكومات والمؤسسات، قد يجعل من الأطراف الذكية حلاً واقعياً وشاملاً لملايين الأشخاص حول العالم، ليس فقط لتعويض الفقد، بل لتعزيز القدرات البشرية نفسها.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق