قدمها المدرس المساعد منتظر صالح مهدي
في ظل التحديات البيئية والاقتصادية المتزايدة، أصبحت التنمية المستدامة أكثر من مجرد مفهوم نظري، بل تحوّلت إلى ضرورة ملحّة، خاصة في المجالات الحيوية كالهندسة الطبية. فالتنمية المستدامة في هذا السياق تعني تصميم حلول طبية وهندسية تراعي البيئة، وتقلل من الهدر، وتوفر رعاية صحية فعّالة بتكلفة معقولة. من الأمثلة على ذلك استخدام مواد قابلة لإعادة التدوير في تصنيع الأطراف الصناعية، أو تطوير أجهزة طبية تستهلك طاقة أقل وتدوم لفترات أطول.

الجامعات العراقية بدأت تدرك أهمية هذا التوجه. هذا التوجه يعكس وعياً متزايداً بضرورة دمج مبادئ الاستدامة في المناهج الدراسية والمشاريع البحثية، بما يضمن تخريج مهندسين وأطباء قادرين على تقديم حلول مبتكرة ومستدامة في آنٍ واحد.

لكن التحدي الحقيقي يكمن في التطبيق العملي. فغياب التمويل الكافي، وضعف البنية التحتية، وقلة الشراكات بين القطاعين العام والخاص، كلها عوامل تعيق تحويل هذه الرؤى إلى واقع ملموس. ومع ذلك، فإن الإرادة الأكاديمية والبحثية، إذا ما ترافقت مع دعم مؤسسي وتشريعي، يمكن أن تجعل من التنمية المستدامة حلاً حقيقياً، لا مجرد شعار، في بناء نظام صحي وهندسي أكثر عدلاً وكفاءة.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق