قدمتها المهندسة آيه طالب حسن
يُعد البحث العلمي حجر الزاوية في تقدم أي تخصص طبي أو هندسي، ولا سيما في مجال الأطراف التعويضية والمساندة، حيث يمثل هذا المجال نقطة التقاء بين الطب والهندسة والتقنيات الحديثة لخدمة الإنسان وتعويضه عن فقدان أحد أطرافه. وتزداد أهمية البحث العلمي هنا بشكل خاص، لما له من دور مباشر في تحسين جودة حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم حلول مبتكرة تلائم احتياجاتهم الفردية.
إن تشجيع الطلبة على الانخراط في مشاريع بحثية منذ المراحل الدراسية الأولى يسهم في تنمية مهاراتهم العلمية والعملية، ويعزز من قدرتهم على التفكير النقدي وحل المشكلات. كما يتيح لهم الفرصة لفهم طبيعة التحديات الواقعية التي يواجهها المستخدمون، مما يجعل مخرجاتهم البحثية أكثر ارتباطًا باحتياجات المجتمع، وأكثر قابلية للتطبيق العملي.
ومن خلال البحث العلمي، يستطيع الطلبة اختبار مواد جديدة لصناعة الأطراف، وتحسين أنظمة التحكم الحركي والكهروعضلي، وتصميم نماذج ثلاثية الأبعاد لأطراف أكثر كفاءة وراحة للمستخدم. كما يمكنهم دراسة التأثيرات النفسية والاجتماعية لاستخدام الأطراف الاصطناعية، وتقديم حلول شاملة تراعي البُعد الإنساني، وليس فقط الميكانيكي أو التقني.
علاوة على ذلك، فإن البحث في هذا المجال يفتح آفاقًا واسعة للتعاون بين الطلبة والأكاديميين والأطباء والمهندسين، ويؤسس لثقافة علمية قائمة على الابتكار والعمل الجماعي. كما يساهم في رفع مكانة المؤسسات الأكاديمية التي تحتضن هذه البحوث، من خلال مشاركتها في المؤتمرات العلمية، ونشر نتائج أبحاثها في المجلات الدولية.
وفي ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، بات من الضروري أن يكون البحث العلمي في الأطراف التعويضية والمساندة جزءًا أساسيًا من المنهج الأكاديمي، مدعومًا بالمختبرات والتجهيزات المتطورة، وبرامج التدريب العملي، والشراكات مع مؤسسات الرعاية الصحية والصناعة.
ختامًا، فإن الاستثمار في البحث العلمي على مستوى الطلبة لا يخدم فقط الجانب الأكاديمي، بل ينعكس بصورة مباشرة على الإنسان المستفيد، وعلى المجتمع ككل، من خلال تقديم أطراف مساندة أكثر تطورًا، وبتكلفة أقل، وبجودة أعلى، تُمكّن ذوي الإعاقة من عيش حياة أكثر استقلالية وكرامة.