اثر استخراج النفط في المناطق البحرية على البيئة البحرية
المهندسة نورهان ثامر عاصي
أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة:
الهدف 14 – الحياة تحت الماء: حماية النظم البيئية البحرية من التلوث والاستنزاف.
الهدف 13 – العمل المناخي: تقليل الانبعاثات والتأثيرات البيئية المرتبطة بالنشاطات الصناعية.
الهدف 12 – الاستهلاك والإنتاج المسؤولان: من خلال ممارسات استخراج مسؤولة وواعية بالبيئة.
الهدف 7 – طاقة نظيفة وبأسعار معقولة: مع تحقيق توازن بين استخراج الموارد وحماية البيئة.
يُعد استخراج النفط من البحار والمحيطات ضرورة اقتصادية لكثير من الدول، خاصة مع التوسع في التنقيب ضمن الجرف القاري والمياه العميقة. لكن هذا النشاط الصناعي لا يخلو من التأثيرات البيئية، إذ يطرح تهديدًا كبيرًا للنظم البيئية البحرية إذا لم يُدار بعناية ومسؤولية.
1. كيف يتم استخراج النفط من البحار؟
يتم استخراج النفط البحري عبر تقنيات متطورة تشمل:
الحفر البحري العمودي أو المائل من منصات ثابتة أو عائمة.
استخدام الأنابيب لنقل الخام من قاع البحر إلى السطح.
تخزين النفط مؤقتًا أو نقله إلى اليابسة عبر ناقلات.
رغم التقدم التقني، تبقى هذه العمليات محفوفة بالمخاطر بسبب العوامل البحرية المعقدة كالأمواج، والتيارات، والعمق الكبير.
2. الأثر البيئي المباشر لاستخراج النفط البحري
انسكابات النفط (Oil Spills):
تُعد أكثر الكوارث شهرة وتأثيرًا، وتتسبب في:
نفوق الأسماك والثدييات البحرية.
تلف الشعاب المرجانية ومروج الأعشاب البحرية.
تلوث السواحل والشواطئ وتراجع السياحة والصيد.
المواد الكيميائية المستخدمة في الحفر:
يتم استخدام مئات المركبات الكيميائية التي قد تتسرب إلى المياه، مسببة تسممًا للأحياء البحرية واختلالًا في توازن السلسلة الغذائية.
التلوث الضوضائي:
ينتج عن عمليات الحفر والملاحة والضخ، ويؤثر على الكائنات الحساسة للصوت مثل الحيتان والدلافين التي تعتمد على السونار الطبيعي للتنقل.
تدمير الموائل البحرية:
بناء المنصات تحت الماء قد يؤدي إلى تدمير المواطن الطبيعية للكائنات، وتغيير تيارات الماء وحركة الرواسب.
3. التأثير طويل الأمد على النظم البيئية
حتى في غياب حوادث كبرى، فإن التسربات الصغيرة المستمرة من الأنابيب، أو النفايات الناتجة عن الحفر، يمكن أن تُحدث تراكمًا سامًا في البيئة البحرية على مدى سنوات. هذا يؤثر على:
تكاثر الأسماك.
صحة الشعب المرجانية.
نوعية المياه.
تنوع الكائنات الحية الدقيقة التي تشكل قاعدة السلسلة الغذائية البحرية.
4. جهود التخفيف والممارسات البيئية الرشيدة
من أجل تقليل الآثار البيئية لاستخراج النفط البحري، يتم اعتماد:
أنظمة مراقبة متقدمة للكشف المبكر عن التسربات.
مواد حفر أقل سمّية وقابلة للتحلل.
خطط طوارئ واستجابة سريعة لحوادث الانسكاب.
إعادة تأهيل المواطن البحرية بعد إنهاء العمليات.
العديد من الشركات اليوم بدأت بدمج الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة لمراقبة المنصات ومناطق التأثير.
5. هل يمكن التوفيق بين النفط وحماية البيئة البحرية؟
هذا هو التحدي الأكبر. فبينما تحتاج الدول إلى تنمية مواردها، لا يمكن تجاهل التكاليف البيئية. وهنا تأتي أهمية:
تشريعات صارمة وتنفيذ فعال.
شفافية في تقارير الأثر البيئي.
استخدام تقنيات نظيفة وأقل تدميرًا.
التحول التدريجي نحو الطاقة المتجددة.
الخلاصة:
يمثل استخراج النفط من المناطق البحرية موردًا اقتصاديًا ثمينًا، لكنه أيضًا اختبار حقيقي للقدرة على الموازنة بين التنمية والحفاظ على البيئة. حماية النظم البيئية البحرية ليست ترفًا، بل مسؤولية جماعية تفرضها استدامة الموارد ومصير الحياة تحت الماء. فالبحر، وإن كان مصدرًا للطاقة، فهو قبل ذلك نظام حيّ هش يجب التعامل معه باحترام ووعي.
جامعة المستقبل الجامعة الاهلية الاولى في العراق