انت الان في قسم هندسة تقنيات الوقود والطاقة

السيارات الكهربائية: مستقبل النقل بين الوقود والطاقة والاستدامة تاريخ الخبر: 04/10/2025 | المشاهدات: 14

مشاركة الخبر :

السيارات الكهربائية: مستقبل النقل بين الوقود والطاقة والاستدامة
م.م زهراء صلاح هادي

تشهد صناعة السيارات في العقود الأخيرة تحولات جذرية نتيجة للتحديات البيئية والاقتصادية المرتبطة بالوقود والطاقة. ومن أبرز هذه التحولات ظهور وانتشار السيارات الكهربائية التي تمثل اتجاهاً عالمياً نحو النقل المستدام. فهي ليست مجرد وسيلة جديدة للتنقل، بل مشروع استراتيجي يربط بين استهلاك الوقود التقليدي والتحول إلى الطاقة النظيفة.

أولاً: السيارات الكهربائية كبديل للوقود الأحفوري
السيارات التقليدية تعتمد بشكل كامل على الوقود الأحفوري (البنزين والديزل) الذي يُعَدّ المصدر الأكبر لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والتلوث الهوائي. أما السيارات الكهربائية فتعمل بالطاقة الكهربائية المخزنة في البطاريات، مما يقلل استهلاك النفط ويحدّ من الانبعاثات الضارة. وهذا يجعلها عنصراً أساسياً في تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي.

ثانياً: العلاقة بالطاقة
• السيارات الكهربائية تمثل حلقة وصل بين قطاع النقل وقطاع الطاقة.
• نجاحها يعتمد على توفر بنية تحتية للطاقة الكهربائية مثل محطات الشحن السريع.
• يمكن شحنها باستخدام الطاقات المتجددة (الشمسية أو طاقة الرياح)، مما يزيد من قيمتها البيئية ويجعلها خياراً صديقاً للمناخ.

ثالثاً: البعد الاستدامي
السيارات الكهربائية تدعم أهداف التنمية المستدامة من خلال:
1. تقليل الانبعاثات الكربونية.
2. خفض الضوضاء في المدن الكبرى.
3. ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية عبر تقليل الطلب على النفط.
4. تشجيع الاستثمار في تقنيات البطاريات والطاقة المتجددة.

رابعاً: التحديات المستقبلية
رغم مزاياها، تواجه السيارات الكهربائية تحديات مثل:
• ارتفاع تكلفة البطاريات وصيانتها.
• الحاجة إلى شبكات شحن واسعة.
• اعتماد بعض الدول على مصادر كهرباء غير نظيفة، مما يقلل من جدواها البيئية.

الخاتمة
تُعَدّ السيارات الكهربائية نموذجاً عملياً للربط بين قضايا الوقود والطاقة والاستدامة. فهي تسهم في الحد من استهلاك الوقود الأحفوري، وتعزز الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة، وتفتح آفاقاً جديدة لتحقيق مستقبل أكثر استدامة في قطاع النقل. ومع تطور التكنولوجيا وانخفاض التكاليف، يُتوقع أن تصبح الخيار السائد في العقود القادمة.

جامعة المستقبل الجامعة الاهلية الاولى في العراق