انت الان في قسم هندسة تقنيات الاتصالات

مقالة بعنوان "هندسة الاتصالات كوسيلة للحد من أوجه عدم المساواة: نحو مجتمع أكثر شمولاً وعدالة" للمهندسة رواء محمد حسن تاريخ الخبر: 21/05/2025 | المشاهدات: 469

مشاركة الخبر :

في ظل التطور السريع الذي يشهده العالم في مجال التكنولوجيا، تبرز هندسة الاتصالات كأداة محورية في معالجة أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية. فالاتصال لم يعد مجرد وسيلة لنقل المعلومات، بل أصبح عنصراً حاسماً في تمكين الأفراد، وتوفير فرص التعليم، والرعاية الصحية، والمشاركة الاقتصادية في المجتمعات.

من منظور أكاديمي، يمكن القول إن هندسة الاتصالات تساهم بشكل مباشر في تقليص الفجوة الرقمية التي تفصل بين المجتمعات المتقدمة وتلك النامية. من خلال تطوير بنى تحتية شبكية متقدمة ومنخفضة التكلفة، يمكن توفير الإنترنت في المناطق النائية والمحرومة، ما يفتح الباب أمام سكان هذه المناطق للوصول إلى موارد تعليمية رقمية، وخدمات حكومية إلكترونية، وأسواق عالمية.

علاوة على ذلك، تتيح تقنيات الاتصالات اللاسلكية، مثل شبكات الجيل الرابع والخامس، حلولًا مرنة لتجاوز المعوقات الجغرافية التي تعيق الوصول إلى الخدمات الأساسية. وهنا يظهر دور مهندس الاتصالات ليس فقط كمصمم ومطوّر للتقنية، بل كمساهم فعّال في بناء مجتمع أكثر عدالة وشمولاً.

من هذا المنطلق، يجب على كليات الهندسة تشجيع طلبتها على دمج الاعتبارات الاجتماعية ضمن مشاريعهم البحثية والتطبيقية، بما يعزز من دورهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف العاشر المتعلق بالحد من أوجه عدم المساواة. وهكذا، تصبح هندسة الاتصالات أداة للتحول الاجتماعي بقدر ما هي أداة للتقدم التقني.


جامعة المستقبل الاولى في العراق