شهدت الزراعة تطورات هائلة في العقود الأخيرة، وكان للذكاء الاصطناعي دورٌ بارز في تعزيز مفهوم الزراعة المستدامة. تعتمد الزراعة المستدامة على تحقيق إنتاج زراعي كبير دون التأثير السلبي على البيئة أو استنزاف الموارد الطبيعية. وهنا يأتي الذكاء الاصطناعي كأداة تقنية متقدمة تساهم في تحسين الإنتاج الزراعي من خلال تحليل البيانات بدقة واتخاذ قرارات ذكية.
يستخدم الذكاء الاصطناعي في مراقبة التربة وجودتها، حيث تجمع المستشعرات الذكية بيانات عن الرطوبة ودرجة الحموضة واحتياجات النبات. كما تساعد تقنيات التعلم الآلي في التنبؤ بالطقس ومواعيد الري المناسبة، ما يقلل من هدر المياه ويحافظ على الموارد. بالإضافة إلى ذلك، تساهم أنظمة الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الأمراض والآفات مبكرًا، مما يسمح باستخدام مبيدات حشرية بشكل محدود ومدروس.
تساعد الطائرات بدون طيار والكاميرات الذكية في جمع معلومات دقيقة عن حالة المحاصيل، ما يسهل على المزارعين مراقبة الحقول عن بُعد واتخاذ إجراءات فورية. كما تدعم هذه التقنيات تحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية، مما يساهم في الأمن الغذائي العالمي.
من ناحية أخرى، يُسهم الذكاء الاصطناعي في تقليل التكاليف التشغيلية من خلال أتمتة العمليات الزراعية، مثل الزراعة والري والحصاد. هذا يعزز من كفاءة الموارد ويقلل من التأثيرات البيئية السلبية.
في النهاية، يمثل الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في مجال الزراعة المستدامة، حيث يجمع بين التكنولوجيا الحديثة والبيئة لصنع مستقبل زراعي أكثر إنتاجية واستدامة، يضمن تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بحقوق الأجيال القادمة.
جامعة المستقبل الاولى في العراق