تُعدّ التكنولوجيا واحدة من أهم إنجازات العصر الحديث، إذ أسهمت في إحداث نقلة نوعية في مختلف مجالات الحياة. فقد أصبح الإنسان اليوم قادراً على إنجاز مهامه اليومية بسرعة وسهولة بفضل الأجهزة الذكية، والإنترنت، والتقنيات المتطورة التي تختصر الوقت والجهد، وتفتح آفاقاً واسعة للتعلم والتواصل والمعرفة.

نعمة التطور التكنولوجي

للتكنولوجيا فوائد لا حصر لها، فهي وسيلة للتقدم العلمي والطبي والاقتصادي. فقد ساعدت في تطوير وسائل التشخيص والعلاج في المجال الصحي، وأحدثت ثورة في عالم الاتصالات، وجعلت العالم قرية صغيرة يمكن لأي فرد أن يتواصل فيها مع الآخرين بضغطة زر. كما ساهمت في تعزيز التعليم عن بعد، وتوفير مصادر المعرفة بشكل مفتوح وسريع، إضافة إلى دورها الكبير في الابتكار وريادة الأعمال.

مخاطر الإدمان على التكنولوجيا

وعلى الرغم من هذه الفوائد، إلا أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا قد تحول إلى مصدر قلق عالمي. إذ بات الكثير من الأفراد، خصوصاً فئة الشباب، يعانون من الإدمان على الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. هذا الإدمان يؤدي إلى مشكلات صحية مثل قلة النوم وضعف البصر، وأخرى نفسية واجتماعية مثل العزلة والانطواء وضعف مهارات التواصل الواقعي. كما أن الانشغال المفرط بالتكنولوجيا قد يقلل من الإنتاجية ويؤدي إلى هدر الوقت.

التوازن بين الاستخدام والفائدة

يبقى الحل الأمثل هو الاعتدال في استخدام التكنولوجيا، بحيث يستفيد الإنسان من مزاياها دون أن يقع في فخ الإدمان. ويمكن تحقيق ذلك من خلال وضع حدود زمنية للاستخدام، وتشجيع الأنشطة البدنية والاجتماعية، وتوظيف التكنولوجيا في مجالات مفيدة مثل التعليم والابتكار بدلاً من الاستخدام العشوائي.

الخاتمة

التكنولوجيا بلا شك نعمة عظيمة إذا أُحسن استخدامها، لكنها قد تتحول إلى نقمة إذا تجاوزت حدودها وأصبحت وسيلة للإدمان. ومن هنا، تقع المسؤولية على الأفراد والمجتمعات في توجيه استخدامها نحو ما يحقق التوازن بين التطور والحياة الصحية السليمة.

جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .

https://www.un.org/sustainabledevelopment/ar/education/