العلاج بالخلايا الجذعية – آفاق جديدة لعلاج السرطان وأمراض الدم
المقدمة
يُعد العلاج بالخلايا الجذعية من أبرز الإنجازات الطبية الحديثة التي فتحت آفاقاً واسعة لعلاج أمراض كانت تُعتبر عصيّة على الشفاء، مثل بعض أنواع السرطان وأمراض الدم الوراثية والمكتسبة. تمتلك الخلايا الجذعية القدرة الفريدة على التجدد والتمايز إلى أنواع متعددة من الخلايا، مما يجعلها مصدراً علاجياً واعداً يساهم في إعادة بناء الأنسجة التالفة واستعادة الوظائف الحيوية.
ماهية الخلايا الجذعية
الخلايا الجذعية هي خلايا أولية غير متمايزة، تمتلك قابلية الانقسام لفترات طويلة، مع القدرة على التمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا المتخصصة. أهم أنواعها:
1. الخلايا الجذعية الجنينية (Embryonic stem cells) – قادرة على التمايز إلى جميع أنواع الخلايا.
2. الخلايا الجذعية البالغة (Adult stem cells) – توجد في نخاع العظم والدم، ولها قدرة محدودة في التمايز، لكنها مهمة سريرياً.
3. الخلايا الجذعية المحفزة (iPSCs) – يتم الحصول عليها بتقنيات هندسة وراثية، حيث يُعاد برمجة خلايا جسدية لتصبح شبيهة بالخلايا الجذعية الجنينية.
العلاج بالخلايا الجذعية في أمراض الدم
يُستخدم زرع نخاع العظم أو الخلايا الجذعية المكوّنة للدم في علاج أمراض الدم المختلفة مثل:
اللوكيميا (سرطان الدم)
اللمفوما (سرطان الغدد اللمفاوية)
فقر الدم اللاتنسجي
الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي
تقوم الفكرة على استبدال نخاع العظم المريض أو المعطوب بخلايا جذعية سليمة قادرة على إنتاج خلايا دم طبيعية.
العلاج بالخلايا الجذعية في السرطان
أحدثت الخلايا الجذعية ثورة في علاج السرطان، ليس فقط من خلال إعادة بناء نخاع العظم بعد العلاج الكيمياوي أو الإشعاعي، بل أيضاً عبر أبحاث تهدف إلى:
استهداف الخلايا السرطانية بدقة أكبر.
تعزيز جهاز المناعة باستخدام خلايا معدلة وراثياً (مثل خلايا CAR-T).
تطوير طرق لإيصال الأدوية مباشرة إلى الورم باستخدام تقنيات نانوية تعتمد على الخلايا الجذعية.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم النجاحات الكبيرة، ما زالت هناك تحديات تواجه العلاج بالخلايا الجذعية، مثل:
خطر رفض الجسم للخلايا المزروعة.
احتمالية حدوث أورام ثانوية من نمو غير مضبوط.
الكلفة العالية والإجراءات المعقدة.
لكن مع التطور المتسارع في مجالات الهندسة الوراثية والتقنيات النانوية، يتوقع أن يصبح العلاج بالخلايا الجذعية أكثر أماناً وانتشاراً، فاتحاً المجال لعلاج أمراض مستعصية كانت خارج نطاق الأمل.
الخاتمة
يمثل العلاج بالخلايا الجذعية بارقة أمل جديدة لملايين المرضى حول العالم، خصوصاً في مجال السرطان وأمراض الدم الوراثية. إن التطورات العلمية المستمرة تبشر بإمكانية الانتقال من مرحلة التجارب السريرية إلى اعتماد هذه العلاجات بشكل روتيني، مما يضع البشرية على أعتاب ثورة طبية جديدة.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .
https://www.un.org/sustainabledevelopment/ar/education/