انت الان في قسم الهندسة الكيميائية والصناعات النفطية

مقالة لتدريسية في قسم الهندسة الكيمياوية والصناعات النفطية م.م زينب حسن علي الوقاية من الإشعاع: أهميتها، أنواع الإشعاع، ووسائل الحماية تاريخ الخبر: 01/07/2025 | المشاهدات: 271

مشاركة الخبر :

يُعتبر الإشعاع شكلاً من أشكال الطاقة التي تنطلق على هيئة موجات أو جسيمات، وله تطبيقات واسعة في حياتنا اليومية، خاصة في مجالات الطب مثل الأشعة التشخيصية والعلاجية، وفي الصناعة والطاقة النووية. إلا أن التعرض غير الآمن للإشعاع، وخاصة الإشعاع المؤين مثل أشعة غاما وأشعة X وجسيمات ألفا وبيتا، قد يؤدي إلى تلف في خلايا الجسم والحمض النووي، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة كالأورام والسرطان، بالإضافة إلى تأثيراته التراكمية على الصحة العامة والبيئة.
تنبع مصادر الإشعاع من الطبيعة كالأشعة الكونية والرادون، أو من المصادر الصناعية مثل أجهزة الأشعة السينية والمفاعلات النووية. وهنا تأتي أهمية الوقاية لتقليل الأخطار إلى أدنى حد ممكن. وتعتمد طرق الوقاية على ثلاثة مبادئ رئيسية: تقليل زمن التعرض، فكلما قل الوقت، قلت الجرعة الإشعاعية؛ وزيادة المسافة عن مصدر الإشعاع، حيث تنخفض شدة الإشعاع كلما ابتعد الشخص؛ واستخدام الحواجز الواقية المصنوعة من مواد مثل الرصاص أو الخرسانة لامتصاص الإشعاع أو الحد منه.
ولا تقتصر الوقاية على هذه الأساليب فقط، بل تشمل إجراءات أخرى مهمة، مثل ارتداء معدات الوقاية الشخصية عند التعامل مع المواد المشعة، واستخدام أجهزة متخصصة لقياس مستويات الإشعاع ومراقبتها بشكل مستمر، مع التدريب المستمر للعاملين على أساليب التعامل الآمن مع الإشعاع ومواد الحماية. كما تُلزم القوانين بنقل وتخزين المواد المشعة وفق معايير عالمية صارمة لتجنب أي تسرب إشعاعي أو تعرض غير مقصود.

تلعب المؤسسات الحكومية والهيئات الرقابية دورًا أساسيًا في هذا المجال، فهي المسؤولة عن إصدار التشريعات والقوانين، ومتابعة تطبيق أنظمة الحماية الإشعاعية، وإجراء الفحوصات الدورية على المنشآت التي تستخدم مصادر إشعاعية، فضلًا عن تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لنشر ثقافة الوقاية بين العاملين والمجتمع.
إن الوقاية من الإشعاع مسؤولية جماعية تتطلب تعاون الأفراد والجهات الرسمية على حد سواء، لضمان تحقيق أقصى استفادة من الإشعاع في خدمة الإنسان مع تقليل مخاطره الصحية والبيئية. الالتزام بهذه الإجراءات هو المفتاح لحياة آمنة ومستقبل مستدام.