تلعب وسائل الاتصال دورًا محوريًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعلى وجه الخصوص الهدف الرابع: التعليم الجيد، الذي يسعى إلى ضمان تعليم شامل وعادل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة. لم تعد وسائل الإعلام مجرد وسيلة لنقل الأخبار أو الترفيه، بل أصبحت من الأدوات الأساسية لنشر الوعي والمعرفة وتعزيز ثقافة التعلم، مما يجعل التوعية إحدى الوظائف الجوهرية التي تساهم في بناء مجتمعات متعلمة ومستنيرة.
وسائل الاتصال ودورها في دعم التعليم الجيد:
تُعتبر التوعية من أبرز أشكال الدعم غير المباشر للعملية التعليمية. فمن خلال وسائل الاتصال، يمكن نشر المعلومات المفيدة، وتبسيط المفاهيم، والترويج لقيم العلم والتعلم، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف في البنية التحتية التعليمية. كما تساعد وسائل الإعلام الرقمية في توفير محتوى تعليمي مفتوح ومجاني، ما يتيح فرصًا متساوية للوصول إلى المعرفة، وهو أحد الأهداف الجوهرية للتنمية المستدامة.
على سبيل المثال، قامت العديد من المؤسسات الإعلامية خلال فترات الأزمات، مثل جائحة كورونا، بإطلاق منصات تعليمية وتقديم دروس مجانية عبر التلفاز والإنترنت، مما ساعد في استمرار العملية التعليمية رغم التحديات.
أهمية التوعية عبر وسائل الاتصال:
تمتلك وسائل الاتصال القدرة على الوصول إلى جماهير واسعة بسرعة غير مسبوقة، وهو ما يجعلها مثالية لنشر الوعي حول قضايا التعليم، الصحة، البيئة، وغيرها. ويُعد دورها محوريًا في مواجهة المفاهيم المغلوطة، وتعزيز السلوكيات الإيجابية التي تُمكّن الأفراد من التعلم، وتحقيق ذواتهم، والمشاركة بفعالية في تنمية مجتمعاتهم.
أشكال التوعية التي تقدمها وسائل الاتصال:
التوعية التعليمية: دعم التعليم النظامي وغير النظامي، وتوفير فرص تعلم مرن.
التوعية الصحية: التثقيف بشأن الوقاية والعلاج.
التوعية البيئية: نشر ثقافة الحفاظ على البيئة والتعامل المستدام مع الموارد.
التوعية الاجتماعية: تعزيز قيم التسامح، واحترام التنوع، والمساواة بين الجنسين.
التحديات أمام التوعية الإعلامية:
رغم الدور الفاعل الذي تلعبه وسائل الاتصال، إلا أن هناك تحديات مثل ضعف مصداقية بعض المنصات، وانتشار المعلومات المضللة، وغياب الرقابة أحيانًا. لذا فإن تفعيل دور وسائل الاتصال يتطلب التزامًا بالمعايير المهنية، وتعاونًا بين الإعلاميين والتربويين وصناع القرار.
خاتمة:
في ضوء أهداف التنمية المستدامة، تمثل التوعية عبر وسائل الاتصال ركيزة أساسية لتحقيق التعليم الجيد وتوسيع فرص التعلم. فهي أداة تمكّن الأفراد من الوصول إلى المعرفة، وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة نحو تنمية قدراتهم ومجتمعاتهم. ومن هنا، ينبغي تعزيز دور وسائل الاتصال كمصدر موثوق للتعليم والتوعية، وجعلها شريكًا فاعلًا في بناء مستقبل أكثر استدامة وعدالة.
جامعة المستقبل الجامعه الاولى في العراق .