تتكون اللوحة من مجموعة طيور محلقة في الفضاء ويناظرها شكل بصري ، وكلاهما يخلقان حالة من التوازن الفني بين عالم روحي - الطيور،وعالم دنيوي -الشكل البصري. يمنح الفنان اللوحة حركة دراماتيكية تتوزع بين الطيور وما يرتدية الشكل البصري من الشال الأزرق الذي تعبر طياته عن تموجات تبعث الاحساس العاطفي ،فضلا عن خلق حالة من التضاد اللوني ما بين الاحمر والاسود؛والبرتقالي والاسود:ما بين الطاقة الايجابية-القوة العاطفية،والطاقة السلبية،هذا التباين البصري يرسل إشارات بصرية تشدة من انتباة المتلقي.يعبر الفضاء البرتقالي عن الاحساس الروحي والحيوي ،والذي يماثل روحانية طير اللقلق الذي يعبر عن الامل والتغيير،والتفاؤل الذي حضيت به الطيور من خلال العودة إلى موطنها بعد إنتهاء الهجرة ، عمل الفنان على خلق احساس مقارب ومتجانس مع ما يوحي به الشكل البصري وهو في لحظة انتظار ما كان يتأمل عودته . يرمي الفنان من وراء التفاتة الشكل البصري الى خلق حوار روحي مع مكونات الفضاء، فضلا عن اثارة ذكريات الماضي للشكل البصري ومعايشة تأملات الحاضر،وخلق جو انفعالي اكثر تأثير على رؤية المتلقي،وكذلك منح الرؤية البصرية طابع الانحدار نحو عمق اللوحة الفنية ، وخلق تأملات فكرية ،والانفتاح على شفرة العمل الفني وفك ازراره، و الحصول على قراءات متعددة وفقا لما يراه. يمنح الفنان الفضاء لون برتقالي كي يتوافق مع الوان الغروب حيث عودة الارواح الى طبيعتها- عودة الطيور والغائب- لمكانهم. تعبر اللوحة عن التناغم الايقاعي الموسيقي بين حركات الطيور المتنوعة وضربات الفراشاة ذات الاحساس العاطفي والموسيقي. يعطي الفنان لوحته دلالات رومانسية تعبر عن مراجعة الذات، حيث الهدوء والتأمل.يعبر التدرج اللوني عن سيرورة زمنية ذات ابعاد عاطفية ورومانسية الدلالة؛فضلا عن حركة الانتشار الايقاعي اللوني على كل مكونات اللوحة.يجعل الفنان الشكل البصري يرسل خطابا الى الفضاء الروحي ، ويتخذ من عودة المهاجر صورة ايحائية للغائب والحاضر في رؤيته البصرية .يتخذ الفنان من الطيور معادلا موضوعيا لما هو يجول في خاطره وتتراءى له عودة المهاجر في صورة خيالية وبصرية.يرمز العشب الاخضر الى دلالة التأمل والتحول الزمني . تمكن الفنان من غزل المكان والزمان على سطح لوحته، والتحول من العقل الباطن الى الواقع المرئى ،ليسرح احاسيسه وايحاءاته امام مرآة حياته،لعلها تطفىء نار الوجد ،ويصبح الحلم حقيقة. وبالتالي اظهرت اللوحة الفنية للمتلقي صورة من التآلف الايقاعي الموسيقي مع الشكل والمضمون.
"إن هذه المقالة جاءت ضمن أهداف التنمية المستدامة، وبالأخص الهدف الرابع: التعليم الجيد، الذي يهدف إلى ضمان تعليم شامل وعادل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة."
جامعة المستقبل الجامعه الاولى في العراق .