الجداريات الفنية في المنازل تمثل أكثر من مجرد زخارف أو ألوان على الجدران، فهي تعبير بصري عن الثقافة والهوية الفردية، وتحوّل الفضاء الداخلي من مكان عادي إلى مساحة نابضة بالحياة والمعاني. اختيار الجداريات المناسبة لا يقتصر على الجانب الجمالي فقط، بل يرتبط بتأثيرها النفسي على ساكني المنزل، فهي تخلق جوًا من الانسجام والراحة وتخفف التوتر اليومي.
كل جدارية تحمل رموزًا ولغة فنية تنقل رسالة أو شعورًا محددًا، مما يجعل المكان أكثر دفئًا وحيوية. الألوان المستخدمة في الجداريات لها دور كبير في تحسين المزاج، فالألوان الهادئة مثل الأزرق والأخضر تعطي شعورًا بالسكينة، بينما الألوان الدافئة مثل البرتقالي والأحمر تضيف طاقة وحيوية للمكان.
إضافة الجداريات الفنية تجعل المنزل أكثر حميمية، فهي تربط أفراد الأسرة بتجارب فنية يومية وتفتح المجال للتفاعل مع الفن بطريقة مستمرة. كذلك، هي تشكل محفزًا للإبداع الشخصي، إذ قد يلهم أفراد البيت للانخراط بالأنشطة الفنية أو إعادة تصميم المساحات بما يعكس ذوقهم الخاص.
بالإضافة إلى ذلك، الجداريات تساهم في تعزيز الطابع الشخصي للمنزل، فتُظهر الذوق الثقافي والاهتمامات الفنية للسكان، وتمنح المكان هويته الخاصة التي تميّزه عن أي مكان آخر. بهذا المعنى، يمكن القول إن الجداريات الفنية ليست مجرد عنصر جمالي، بل هي استثمار في جودة الحياة، ووسيلة لتعزيز الصحة النفسية، وجسر يربط بين الجمال الخارجي وراحة الروح الداخلية.
هذا المقال يأتي في إطار تعزيز أهداف الاستدامة، حيث تبرز الجداريات الفنية كعنصر يساهم في خلق بيئات معيشية صحية ومستدامة، تعزز من جودة الحياة النفسية والاجتماعية للسكان، وتدعم التنوع الثقافي والهوية المحلية، مما يعكس الاهتمام بالجانب البيئي والاجتماعي ضمن مفهوم الاستدامة الشامل.
جامعة المستقبل الجامعه الاولى في العراق.