انت الان في قسم التصميم

مقال علمي بعنوان "التربية والتعليم كفن أبداعي" للتدريسي الدكتور أسرار عباس سمندر تاريخ الخبر: 24/11/2024 | المشاهدات: 306

مشاركة الخبر :

س: -من هم العقلاء السعداء؟ ما هي صفاتهم وآثارهم العقلانيّة في سلوكهم الفردي والاجتماعي؟
- هنا نبدأ من البداية وتحديداً من التربية والتعليم، لكي تتضح الإجابة ونفهم أثر الفن على الحياة، وانطلاقاً من كلمه التربية (أولاً) بمعناها الأكبر والذي هو كل فعل أو خبرة معطاءة لا قصديه من الاباء وتؤثر على الطابع التكويني للعقل أو للقدرة الجسدية للفرد ليندمج بالمجتمع. (ثانيا) كلمه التعليم، بمعناه التقني، والذي هو العملية التي تنقل عمداً معرفة ومهارات وقيم وعادات المجتمع المتراكمة الى الفرد، اي من جيل إلى آخر.
فالتعليم يمثل جزءاً من التربية، والتربية تشمل التعليم، والعكس غير صحيح. فالتربية هي عمليه تنمية متكاملة لكافة قوى وملكات الفرد، بمختلف الأساليب والطرق، ليكون سعيداً وعضواً صالحاً في مجتمعه، وهي تشمل جميع جوانب شخصيته الروحية والعقلية والجمالية والاجتماعية على أرض الواقع وفي مدرسة الحياة.
ومن هنا ظهرت الكثير من المدارس في الحياة المعاصرة وعلى مر التاريخ منها، المدرسة الفنية الواقعية والتي ظهرت في القرن (19) في فرنسا، والتي ركزت اهتمامها وأعمالها الفنية على كل ما هو موجود فعلًا في الطبيعة وجوانب الحياتية من واقع المجتمع الذي يعيشه الإنسان من الصراعات (السياسي والاجتماعي والديني). وهي وسيلة اتصال تربوية تعليمية بالجماهير ونقل وتدوين بالصور أفعالهم وحركاتهم للأجيال القادمة. المدرسة الفنية الواقعية هي بداية احتضان الأهداف التقدمية لفن الحداثة، لاقتناعها بأن الحياة اليومية والعِالم، كانا موضوعان مناسبان للفن من الناحية الفلسفية، للسعي وراء حقائق وطرق تفكير جديدة من خلال إعادة النظر في النظم التقليدية للقيم والمعتقدات.
ومن خلال ما تقدم، كان هذا توصيف لما جسدته التربية والتعليم في الأعمال الفنية للزميل الفنان د. مجيد حميد حسون حيث تميزت أعماله بالعديد من الخصائص والمميزات ومنها ابتعادها عن الذاتية والانطباعات الشخصية، بنقل واقع ومواضيع ومظاهر ما هو متداول في الحياة العامة اليومية بصدق وأمانة ومن غير زيادة أو نقصان وقد استمد عناصره من الطبيعة وبطرق موضوعية ونقلها بشكل مباشر للمتلقي.
كما أعطى الفنان اهتمام كبيراً في أعماله للتفاصيل والتي اشتملت على طريقة مختلفة من الرؤية، فكانت الحركة والوضعيات والتكوينات صريحة وانسيابيه تعلوها البساطة في الايقاع.
هنا استند المقال لإظهار د. مجيد / الإنسان ضمن الإدارة التربوية والتعليمية. وتركيزه على التمسك بعدد من الاسس وهي (التاريخ – التربية والأسرة -العقل البشري كجوهرة جمالية مستندة على المنطق)، وهذه الاسس كان مصدر طاقتها (الابداع والاخلاق) وكذلك مصنع أفكاره السليمة بأدراك العلوم والنظريات. والتفرّيق به بين الجيد والافضل.
وأخيراً فان أعمال الفنان، تعطي انطباع من الإحساس والشعور للمتلقي، بالأصالة والفخر والتأمل الداخلي وتبني أساساً للسعادة والقناعة. وهذا ما لمسناه وبدى جليا من خلال التنوع في المواضيع والمدارس من الواقعية والتركيبية الى التجريدية.