انت الان في قسم التصميم

مقال علمي بعنوان"مفهوم الإنجاز والتميّز للتدريسي الدكتور اسرار عباس سمندر" تاريخ الخبر: 26/12/2024 | المشاهدات: 507

مشاركة الخبر :

يعدُّ الإنجاز والتميّز من الركائز الأساسية في تقييم الأداء البشري داخل المؤسسات والمنظمات. فهما لا يرتبطان فقط بالنتائج النهائية التي يحققها الأفراد أو الفرق، بل يتعديان ذلك إلى طرق وأساليب العمل التي تقود لتحقيق هذه النتائج.
الإنجاز، في سياق العمل، يشير إلى تحقيق الأهداف والطموحات المحددة في إطار زمني محدد، بينما التميز يرتبط بتجاوز هذه الأهداف بشكل متميز وغير تقليدي. يعتمد التميز على مجموعة من المهارات مثل الإبداع، والابتكار، والقدرة على التفكير النقدي والتحليلي، مما يعزز قدرة الفرد على تقديم حلول غير نمطية للمشكلات.
وفقًا لمفهوم (Achievement) و (Excellence ) في بيئة العمل، يُعتبر التميز مقياسًا لجودة الأداء، بينما الإنجاز يمثل عملية تحقيق الأهداف. وقد أظهرت الأبحاث العلمية، مثل تلك التي تناولتها دراسة( Barry (2020)،) أن الأفراد الذين يتمتعون بمهارات عالية في مجال معين ويظهرون قدرة على الابتكار يمكنهم تحقيق تميز مستدام. من أجل تحقيق الإنجاز والتميّز، هناك عدة عوامل حاسمة يجب أن تُؤخذ في الاعتبار. أولها هو الالتزام، الذي يشير إلى الرغبة المستمرة في السعي نحو تحسين الأداء وتخطي العقبات. ثانيًا، يعتبر التحفيز عنصرًا أساسيًا لتحقيق التميز، فهو يحفز العاملين على تقديم أفضل ما لديهم. كما تلعب التدريب المستمر والتطوير المهني دورًا في تحسين المهارات وتعزيز فرص الابتكار.
الوقت من العوامل المحورية في تحسين الإنجاز والتميّز. فالقدرة على إدارة الوقت بفعالية تساهم في تحقيق الأهداف في الوقت المحدد دون التأثير على الجودة. فكما يقول(Stephen Covey ) في كتابة( The 7 Habits of Highly Effective People )، فإن ترتيب الأولويات وإدارة الوقت هو أمر جوهري في تحقيق النجاح(Time management ).هو أحد الأدوات التي يستخدمها الأفراد لتنظيم مهامهم، مما يساهم في زيادة الإنتاجية وتحقيق التميز. في هذا السياق، تعتبر فكرة المهام الطارئة مقابل المهام الهامة من النقاط التي أشار إليها( Eisenhower matrix ) كأداة فعالة في تحديد الأولويات، فبناءً على تصنيف المهام حسب أهميتها ووقت انجازها ، يمكن تحسين استغلال الوقت وتعزيز النتائج.
ان التقييم الفعّال تعتبر أداة أساسية لضمان تحقيق الإنجاز والتميّز. إن التقييم الفعّال لا يقتصر فقط على تقييم الأفراد بناءً على الإنتاجية، بل يمتد إلى تقييم عملية العمل بأكملها. يعتمد التقييم على معايير ثابتة مثل الأداء والإبداع والقدرة على العمل الجماعي، ويستفيد من أدوات مثل( 360-degree feedback وKPI (Key Performance Indicators).
تُظهر الدراسات العلمية مثل دراسة( Smith et al. (2019) ) أن التقييم المستمر والمدروس يعزز من فعالية الأداء ويزيد من مستويات التحفيز لدى العاملين، مما يسهم في رفع معدل الإنجاز والتميّز. كما يُساعد التقييم المستند إلى النتائج في تصحيح المسارات العملية، ويُحفّز الأفراد على تحسين أدائهم لتحقيق التميز المستدام.
هناك التحديات والحلول لكل عمل.. رغم أهمية هذه العوامل، تواجه العديد من المؤسسات والشركات تحديات في تطبيق مفهوم الإنجاز والتميّز بالشكل الأمثل. من بين هذه التحديات نجد عدم وضوح الأهداف أو ضعف التدريب وغياب التوجيه الفعال من قبل القائد... يمكن التغلب على هذه التحديات من خلال توفير بيئة عمل تحفز على الإبداع ورمي المصالح الشخصية والانانية والشعور بالنقص عند الافراد امام الرقي بالواقع العام ، وتقديم التدريب المستمر حول ما هو الصحيح وما هو الخطاء، وتوفير آليات قياس واضحة للأداء والابتعاد عن المجاملات التي لا تغني والى تسمن من قبل الافراد امام الصالح العام. من ناحية أخرى، يمكن أن تساهم القيادة الفعّالة في تذليل هذه التحديات. القيادة التي تركز على تطوير العاملين وتنمية مهاراتهم في إطار من الشفافية والوضوح، تعتبر من أهم العوامل التي تساهم في تحقيق الإنجاز والتميّز المستدام.
ختاما إن النجاح في تحقيق الإنجاز والتميّز يتطلب مجموعة من العوامل المتكاملة، تشمل الجهد المستمر، والتحفيز والثناء بالضاهر والباطن، وإدارة الوقت الفعّالة، وتقييم الأداء الايجابي. كما أن دور القيادة في تعزيز هذه العوامل مهم جدًا، حيث تُعدُّ القيادة الفعّالة من العناصر المحورية التي تساهم في تحقيق نتائج استثنائية.