انت الان في قسم التصميم

مقال بعنوان" العمارة الخضراء: تصاميم صديقة للبيئة من أجل مستقبل مستدام " بقلم م.م ضحى ياسر حمزة تاريخ الخبر: 16/07/2025 | المشاهدات: 179

مشاركة الخبر :

في عصر تتسارع فيه التغيرات البيئية ويزداد فيه الوعي بالمخاطر المناخية، تبرز العمارة الخضراء كحلٍّ حضاري واستراتيجي لمواجهة هذه التحديات. لم تعد المباني مجرد كتلٍ إسمنتية تُشيّد لتلبية الحاجة السكنية أو الوظيفية، بل أصبحت جزءًا من منظومة بيئية أوسع تتطلب وعيًا بتأثيرها على الطبيعة والموارد.

العمارة الخضراء، أو ما يُعرف بالتصاميم الصديقة للبيئة، هي فلسفة تصميم تهدف إلى تحقيق التوازن بين الراحة البشرية والحفاظ على البيئة. تعتمد هذه الفلسفة على مبادئ أساسية، منها: تقليل استهلاك الطاقة، استخدام مواد بناء مستدامة، تحسين كفاءة العزل الحراري، استغلال الطاقة الشمسية، وإعادة تدوير المياه والمواد.

ولا يمكن الحديث عن العمارة الخضراء دون الإشارة إلى أهداف التنمية المستدامة، وتحديدًا الهدف رقم (11): "مدن ومجتمعات محلية مستدامة"، والهدف رقم (13): "العمل المناخي". فالتصاميم البيئية تساهم مباشرة في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتحسين جودة الهواء، وتقوية العلاقة بين الإنسان ومحيطه الطبيعي.

لقد أصبحت الجامعات والمؤسسات الأكاديمية اليوم مدعوة للعب دورٍ ريادي في هذا المجال، من خلال تعزيز ثقافة الاستدامة في مناهج العمارة والفنون والتصميم. كما أن دور طلبة كليات الفنون والهندسة أصبح محوريًا في ابتكار حلول تصميمية تجمع بين الجمال، والوظيفة، والاستدامة.

إن العمارة الخضراء ليست رفاهية، بل ضرورة حضارية وأخلاقية نحو بيئة أكثر توازنًا، ومجتمع أكثر وعيًا، ومستقبل أكثر استدامة.

جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .