تلعب الألوان دورًا حيويًا في تشكيل التجربة الإنسانية داخل المؤسسات الصحية، فهي ليست مجرد عنصر جمالي، بل تمتلك قدرة نفسية وسلوكية تؤثر على راحة المرضى، وتركيز الكوادر الطبية، والانطباع العام للمكان.
تشير دراسات علم النفس البيئي إلى أن اختيار الألوان في المساحات العلاجية يمكن أن يُحدث فروقًا ملموسة في معدلات الشفاء، ومستويات التوتر، ودرجة تقبّل العلاج. فعلى سبيل المثال:
اللون الأزرق يعزز الشعور بالهدوء والطمأنينة، ويُستخدم في غرف الانتظار وغرف المرضى.
اللون الأخضر يرمز للطبيعة والشفاء، ويقلل من التوتر البصري، لذا يُفضّل استخدامه في العيادات وغرف العمليات.
الألوان الدافئة الفاتحة مثل البيج والأصفر الباهت، تُضفي دفئًا إنسانيًا وتحفّز التفاؤل، خصوصًا في أجنحة الأطفال أو المراكز النفسية.
أما الألوان الداكنة أو المتباينة بشدة، فقد تولد القلق أو الإرباك إذا أُسيء استخدامها، لذلك يُوصى بالاعتدال والتوازن في التصميم اللوني.
إن التصميم الداخلي في المؤسسات الصحية لم يعد يقتصر على الكفاءة الوظيفية، بل أصبح يهتم بتعزيز التجربة الشفائية بشكل شامل، حيث يشكّل اللون أحد الأدوات الرئيسية في هذا التوجّه.
ولذلك، فإن على المصممين والمعماريين أن يُدمجوا الأبعاد النفسية والوظيفية والجمالية للألوان ضمن مشاريع الرعاية الصحية، بما يحقق بيئة علاجية داعمة وصحية.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .