يشكل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي محوراً أساسياً في إعادة صياغة الحوكمة الجامعية، إذ أصبحا أداتين رئيستين لتطوير الأداء المؤسسي وتعزيز الكفاءة والشفافية. فالجامعات التي تتبنى هذه التقنيات لا تسعى فقط إلى تحديث أنظمتها الإدارية والأكاديمية، بل إلى بناء نموذج متكامل من الابتكار المؤسسي القائم على المعرفة والتقنية.
يسهم التحول الرقمي في توظيف الأنظمة الإلكترونية المتقدمة لإدارة البيانات والموارد الجامعية بكفاءة، مما يقلل من الوقت والجهد ويعزز القدرة على اتخاذ القرارات المبنية على معلومات دقيقة وفورية. أما الذكاء الاصطناعي، فيضيف بعداً جديداً من خلال قدرته على تحليل البيانات الضخمة، والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية، ودعم تصميم خطط استراتيجية أكثر مرونة وفعالية.
في السياق التعليمي، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم حلولاً مبتكرة، مثل أنظمة التعليم التكيفية التي تراعي مستوى الطالب واحتياجاته الفردية، فضلاً عن أدوات التقييم الذكية التي تعزز من جودة التعليم ومصداقية المخرجات الأكاديمية. أما في الجانب الإداري، فإنه يعزز من كفاءة إدارة الموارد البشرية والمالية، ويساعد على تطوير خدمات جامعية أكثر شفافية وعدالة.
إن دمج التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في الحوكمة الجامعية يمثل نموذجاً للابتكار المؤسسي، حيث تُبنى جامعة قادرة على التفاعل مع المتغيرات العالمية، وتُعزز مكانتها في بيئة تنافسية متسارعة.
يرتبط هذا التوجه بشكل مباشر بـ الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (التعليم الجيد) من خلال تحسين جودة التعليم وفاعلية الإدارة الجامعية، وكذلك بـ الهدف التاسع (الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية) عبر تبني تقنيات مبتكرة تدعم بناء مؤسسات تعليمية متطورة ومستدامة.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .