انت الان في قسم التصميم

مقال بعنوان " التغير المناخي وأثره على توجهات التصميم المعماري الحديث " بقلم م.م ضحى ياسر حمزة تاريخ الخبر: 01/10/2025 | المشاهدات: 44

مشاركة الخبر :

المقدمة: يشكّل التغير المناخي تحديًا وجوديًا يُعيد تشكيل أولويات العمارة والتخطيط الحضري. فقد أدت زيادة درجة حرارة الأرض وازدياد شدة الظواهر المناخية إلى ضرورة التفكير في مبانٍ قادرة على التكيّف والحد من الانبعاثات.
تأثيرات مباشرة على المعايير التصميمية: التغير المناخي دفع إلى تحويل المعايير التقليدية نحو مبادئ تصميم جديدة تشمل كفاءة الطاقة، العزل الحراري الفعّال، التهوية الطبيعية، وتقليل الاعتماد على أنظمة التبريد والتدفئة كثيفة الاستهلاك. هذه التحولات لا تعزز الراحة فحسب، بل تسهم في خفض الانبعاثات التشغيلية للمباني التي تمثل نسبة كبيرة من الانبعاثات العالمية.
مواد وتقييم دورة الحياة: أصبح التركيز في التصميم الحديث على احتساب "الكربون المجسَّد" للمواد وليس فقط انبعاثات التشغيل. استخدام الأخشاب المُعالجة، الخرسانة منخفضة الكربون، وإعادة استخدام الهياكل القائمة يقلل البصمة الكربونية للمشروعات. كما أن تقييم دورة حياة المبنى أصبح معيارًا أساسيًا في تصميمات صديقة للمناخ.
المرونة والتكيّف: العمارة الحديثة لا تسعى فقط للحد من الانبعاثات بل كذلك لبناء مرافق قادرة على الصمود أمام الفيضانات، موجات الحر، والعواصف. من بين الاستراتيجيات: النظم المائية الذكية، الأسطح الخضراء، حواجز الفيضانات، وتصميم المساحات الدفاعية. هذه الإجراءات تحافظ على الوظائف الحيوية للمباني وتقلل من الخسائر الاقتصادية.
الحلول الطبيعية والتخطيط الحضري: دمج العناصر الطبيعية مثل الأشجار الظليلة، الأسطح الخضراء، والأراضي الرطبة الحضرية يساعد في تبريد المدن، تحسين امتصاص مياه الأمطار، وتعزيز التنوع الحيوي. التخطيط الحضري المتكامل من المبنى إلى مستوى المدينة ضروري لتحقيق نتائج مستدامة ومرنة.
تكامل السياسات والتمويل: التصميم المستجيب للمناخ يتطلب سياسات واضحة كالمعايير الكربونية للبناء وحوافز للترميم والاستدامة، إضافة إلى أدوات تمويل تشجع على دعم المباني المرنة منخفضة الكربون، الأمر الذي يقلل المخاطر الاقتصادية على المدى الطويل.
التعليم والممارسة المهنية: إدماج مبادئ الاستدامة والمناخ في مناهج العمارة وتحديث معايير الممارسة المهنية يجعل من المصممين عناصر فعّالة قادرة على مواجهة التغيرات المناخية وتطبيق استراتيجيات عملية من مرحلة الفكرة حتى التشغيل.
هدف الاستدامة المتحقق: يتصل الموضوع مباشرة بالهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة: "مدن ومجتمعات محلية مستدامة"، إذ يسهم التصميم المعماري المتكيّف والمنخفض الانبعاثات في جعل المدن أكثر أمانًا وصحة ومرونة أمام الصدمات المناخية.
الخاتمة: يمكن للمصممين تطبيق استراتيجيات مثل التصميم السلبي، اختيار مواد منخفضة الانبعاث، تحديث المباني القائمة بدل هدمها، دمج عناصر طبيعية، ودراسة دورة الحياة. بذلك يصبح التصميم المعماري معبّراً عن التزام عملي بالاستدامة ويحد من آثار التغير المناخي.

جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .

مدن ومجتمعات محلية مستدامة