دور تكنولوجيا المعلومات في تعزيز التنمية المستدامة
هبة علي حسن / قسم ادارة الاعمال
ارتبطت حياة الإنسان ارتباطًا وثيقًا ومباشرًا بالبيئة الطبيعية التي يعيش فيها، ويعتمد عليها، وقد ساهم التطور الصناعي وثورة المعلومات والاتصالات إلى حد كبير في تدهور البيئة، ونضوب الموارد الطبيعية، وتوسع الفجوة الاقتصادية والتقنية بين البلدان الصناعية والبلدان النامية.
وتعتبر التنمية المستدامة واحدة من أهم التحديات المجتمعية في القرن الحادي والعشرين، وتهدف إلى تطوير المدن والمجتمعات والأعمال التجارية والصناعية لتلبية احتياجات البشرية في الوقت الحاضر، مع المحافظة على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة لتلبية احتياجاتها. ويتمثل أحد الاتجاهات العالمية التي لها آثار كبيرة على التنمية المستدامة في التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات (IT)
التكنولوجيا في خدمة التنمية المستدامة
يوفر الاستخدام المبتكر لتكنولوجيا المعلومات بدائل للسفر ونقل البضائع، وتحولًا رئيسيًا نحو الإنتاج والاستهلاك والتجارة والخدمات الأقل استخدامًا للموارد. هذه التغييرات يمكن أن تقلل إلى حد كبير من التأثير البيئي للأنشطة الصناعية والتجارية، وبالتالي تسهم في التنمية المستدامة.
يمكن أن تساهم تكنولوجيا المعلومات بشكل كبير في تقليل النفايات، حيث يمكن للخدمات الإلكترونية أن تحل مكان المنتجات المادية، التي تتراكم فيما بعد على شكل نفايات يصعب التخلص منها بشكل سريع وفعال، على سبيل المثال يمكن تقليل النفايات الورقية من خلال الاعتماد على الوثائق الإلكترونية، وخدمات البريد والتوقيع الإلكتروني، كما يمكن للتجارة الإلكترونية أن تقلل من الآثار الضارة التي تنتجها المتاجر التقليدية، سواء من حيث استهلاك الطاقة، أو المخلفات الناتجة عن تشغيل هذه المتاجر، وتقدّر دراسة حالة لمتجر أمازون (amazon.com) أن استهلاك طاقة المباني التجارية لكل كتاب يباع، يزيد 16 ضعفًا في المتاجر التقليدية مقارنة بالمتاجر الإلكترونية.
هناك عامل آخر يعمل على تقليل استخدام المباني التجارية، وبالتالي تخفيض النفقات وتقليل استهلاك الطاقة فيها، يتمثل بالعمل عن بعد، وإنجاز المهام والتواصل مع الإدارة من خلال شبكة الانترنت، بالاستفادة من خدمات التواصل عبر الانترنت، واستخدام تطبيقات وخدمات تخزين سحابية، وهو نهج باتت تتبعه شركات تجارية عديدة، نظرًا لأهميته الاقتصادية بالدرجة الأولى، وما يحققه من وفر كبير في تكاليف تجهيز وتأسيس المباني، وتوفير الطاقة لها، إضافة إلى زيادة الإنتاجية التي قد يسببها العمل في مكان أكثر راحة وهدوء بالنسبة للعاملين عن بعد.
* البيانات من أجل التنمية المستدامة
لتحقيق التقدم في أهداف التنمية المستدامة يحتاج صانعو القرار إلى بيانات وإحصائيات دقيقة ومصنفة وذات صلة، يمكن الحصول عليها واستخدامها بسهولة. وقد ساهمت الثورة المعلوماتية في دعم وتطوير وسائل جمع وتحليل البيانات والاستفادة منها في رسم سياسات على المدى البعيد لتحقيق الاستدامة البيئية، على سبيل المثال جمع البيانات المتعلقة بتغير المناخ، والبيانات الصحية الخاصة بانتشار الأمراض والفيروسات، وتحليلها ومعالجتها وتخزين النتائج بسرعة وكفاءة، بما يسمح لكافة أفراد المجتمع، والجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية بالمساهمة ببياناتهم وخبراتهم وتقنياتهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. يمكن لتقنية المعلومات أن تسهّل من عملية الوصول السريع والسهل والعادل والفعال إلى المعلومات والمعرفة المتراكمة، وفرص التعليم، والمبادرات الاجتماعية، من خلال استخدام شبكة الانترنت، والمعلومات المتوفرة على الفضاء السيبراني المفتوح. تعمل معالجة المعلومات وتخزينها ونقلها ومشاركتها في شكل إلكتروني، دون أي قيود مكانية أو زمنية، على تمكين أفراد المجتمع من الحصول على معلومات فورية وفقًا للاحتياجات المرغوبة.من تمكين وتنمية المجتمع
1- القضاء على الفقر:
تؤمن الخدمات المالية الرقمية للأسر ذات الدخل المنخفض إمكانية الوصول إلى أدوات وخدمات مالية مقبولة التكلفة، والتي يمكن أن تساعد في زيادة فرصهم الاقتصادية. أما بالنسبة للأسر التي تعيش في فقر مدقع، فإن الجمع بين الخدمات المالية الرقمية، وتعزيز سبل العيش، وشبكات الأمان، والتوجيه، يمكن أن تساهم في تحسين مستوى المعيشة على المدى الطويل.
من جهة أخرى، يساعد جعل أسعار الاتصالات معقولة وفي متناول اليد، التقنيات الرقمية في مضاعفة فرص التنمية للفقراء وتمكين المرأة والمجتمعات المهمشة. يمكن أن يكون لنشر انترنت النطاق العريض broadband تأثيراً ملموساً على نمو الناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي خلق أسواق جديدة، وتشجيع الابتكار ودعم اقتصاديات الحجم، ومن خلال التمديد، المساهمة في خلق الوظائف والقضاء على الفقر.
2- القضاء على الجوع:
تساعد الخدمات المالية الرقمية المزارعين الذكور والاناث إلى حد كبير، خاصة من حيث تسهيل الوصول إلى الأموال اللازمة لزيادة الإنتاج والغلّة، وبتكلفة أقل، وهو ما يساهم بشكل مباشر في زيادة إجمالي الإنتاجية الزراعية. من ناحية أخرى، توفر الخدمات المالية الرقمية منصّات تحويل مريحة وموثوقة، بالاضافة الى منافع اجتماعية لمن يعانون من سوء التغذية بطريقة فعالة وأسرع وأكثر أماناً. كما يمكن تحسين الإنتاجية الزراعية المنخفضة عبر استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الخضراء والتكنولوجيا الحيوية لترشيد استهلاك المياه وجعل الري أكثر كفاءة، وإنتاج اسمدة آمنة وفعالة.
يمكن أن تساعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في زيادة الأمن الغذائي من خلال إعطاء المزارعين إمكانية الوصول المباشر إلى المعلومات والتنبؤات الجوية، وكذلك واستشارات الزراعة والحصاد والري الموجه والخدمات اللوجستية والتخزين ، مما يساعد على زيادة المحصول والمحافظة على التربة وتقليل النفايات و تحسين الكفاءة والفعالية.
3- الصحة الجيدة والرفاه
تساعد المدفوعات والتمويل الرقمي في توسيع خدمات الرعاية الصحية في المناطق الريفية منخفضة الكثافة. ويتيح التمويل الرقمي للأسر التعامل بشكل أفضل مع حالات الطوارئ الصحية. وعلى سبيل المثال ، تتيح المدخرات الرقمية والتأمين للأسر مواجهة نفقات الرعاية الصحية غير المتوقعة.
تمكّن التقنيات الرقمية ربط العاملين في المجال الصحي بالمعلومات وخدمات التشخيص، في حين يمكن أن تساعد التحليلات في وضع توقعات حول تفشي الأمراض واستخدام الخدمات الصحية، ومعرفة المرضى، والإدارة الشخصية المستمرة للأمراض والممارسات الصحية.
4- التعليم الجيد:
يساعد التمويل الرقمي الأسر ذات الدخل المنخفض على التحكم بشكل أفضل في نفقات التعليم، وتعمل المدارس وأنظمة التعليم الوطنية على تحسين إدارتها المالية، وهو ما يوفر الموارد لدعم المعلمين والمعلمات وتوفير المواد والتقنيات التعليمية التي تعمل على تحسين النتائج التعليمية. كما تسمح المدفوعات الرقمية للعائلات بالتوفير والدفع مقابل التعليم، وتمنح النظام التعليمي والمدارس والحكومة رؤية أفضل وإمكانية التنبؤ بالتدفقات النقدية ونماذج أعمال أكثر استدامة.
من جهة اخرى، تفتح تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الطريق للتعليم عن بعد وخلق فرص للتعليم المستمر للكبار. إن توفّر تعليم عن بعد ذي جودة عالية يمكن أن يؤدي إلى أداء تعليمي أفضل. تقدم منصات التعلم الإلكتروني ظرقاً جديدة للتعلم وإصلاح المدارس، ومؤسسات التعليم العالي وغيرها من المرافق التعليمية، مما يجعل التعليم أكثر سهولة لجميع الناس، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة و الأطفال في المجتمعات الهشة.
5- المساواة بين الجنسين:
تمكن الخدمات المالية الرقمية النساء من كسب المزيد وإدارة الموارد والأصول. يُعتبر تعزيز المساواة بين الجنسين ودفع النمو في تحقيق القدرة المالية للمرأة عاملاً اقتصادياً رئيسياً. تمنح الخدمات المالية الرقمية النساء الفرصة للتحكم في مواردهن المالية بما في ذلك الوصول الآمن والحكيم والسرّي إلى حساباتهن المصرفية. تساعد القنوات الرقمية في جمع بيانات مفيدة عن رائدات الأعمال وهو ما يؤدي إلى فهم احتياجاتهن وتقييم أفضل لمدى ملاءمتهن الائتمانية. بالإضافة إلى ذلك، فإن جمع البيانات المصنفة حسب الجنس يساعد صانعي السياسات على تطوير سياسات تأخذ في الاعتبار احتياجات المرأة ومقدمي الخدمات لتصميم منتجات مالية رقمية تستهدف النساء وتأخذ احتياجاتهن في الاعتبار.
يمكن للنفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن يعزز المساواة الاجتماعية وتمكين المرأة والسماح للنساء والفتيات بالوصول معلومات وتقنيات ذات أهمية لانتاجهم الاقتصادي والصحة الإنجابية والرفاه الاجتماعي واتخاذ القرار، وكذلك إشراك المرأة في التخطيط العمراني. يمكن تعزيز سبل العيش المستدامة للنساء من خلال توسيع الوصول إلى الأسواق والتعليم والتدريب والتوظيف.
6- المياه النظيفة والنظافة الصحية:
ويقلل استخدام القنوات الرقمية للقياس والفوترة والدفع من تكاليف التشغيل ويؤمن التدفقات النقدية، ويساعد مقدمي الخدمات على توسيع خدماتهم وإتاحة إمدادات أوسع من المياه الصالحة للشرب للعملاء في المناطق الريفية.
إن التقنيات الرقمية هي حاسمة في ضمان توفر واستدامة إدارة المياه والصرف الصحي للجميع. هذا مهم بشكل خاص لإدارة ذكية للمياه، وصيانة أفضل وأقل تكلفة وتحسين جودة الخدمة للعملاء.
7- طاقة نظيفة وبأسعار معقولة:
تقلل أنظمة الدفع الرقمية من تكاليف التشغيل وبالتالي تزيد من إمكانية توسيع نطاق الوصول إلى الطاقة وزيادة الاستثمار في هذا القطاع.
تسمح الحلول الرقمية مثل الشبكات الذكية والمباني والمنازل الذكية والخدمات اللوجستية الذكية للقطاعات الأخرى من الاقتصاد في تحسين كفاءة طاقتهم واستهلاك طاقة أقل. يعتمد تسخير مصادر الطاقة المتجددة على استخدام التقنيات والابتكارات الحديثة، وإنشاء المرافق حيث تقع الموارد ومراقبة الكفاءة في استخدام الطاقة بأشكالها المختلفة.
8- العمل اللاذق ونمو الاقتصاد
توفر الشركات لموظفيها وعملائها وشركائها التجاريين قنوات مباشرة للشمول المالي من أفضل التقنيات المتاحة والمدفوعات التجارية، وهو ما يزيد من الفرص الاقتصادية. تتيح الخدمات المالية الرقمية أيضاً للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم تقليل تكلفة التعامل مع الأموال وزيادة الوصول إلى التمويل.
يمكن أن تساعد التقنيات الرقمية المتعلمين الشباب في تحديد الفرص الاقتصادية، مع الاخذ بالاعتبار أن الابتكارات التكنولوجية مترافقة مع حسّ المبادرة، تُمكن الناس الاذكياء من الانخراط في العمل عن بعد والمساهمة فيلسلسلة القيمة العالمية. تقدم التقنيات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات فرصاً رائعة لريادة الأعمال و إنشاء الشركات الناشئة، وتساعد على جذب الاستثمار وخاصة في مجالات ابتكارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة الأخرى. تقدم التقنيات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات طرقاً جديدة للعمل وتعزيز فرص العمالة لجميع الناس.
9-الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية:
يمكّن التمويل الرقمي الشركات الصغيرة من النمو والابتكار والوصول إلى أسواق جديدة، والتي يمكن أن تدفع نمو الاقتصاد الرقمي. تساعد الخدمات المالية الرقمية الشركات الصغيرة والمتوسطة في بناء أرشيف أو تاريخ لمدفوعاتها ونتائجها الائتمانية والتي تشكل ضماناً لها وتسهم في زيادة الوصول إلى التمويل في المستقبل.
سوف تستمر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في لعب دور أساسي دور في بناء والحفاظ على بنية تحتية مرنة، وفي تعزيز تصنيع مستدام وشامل، وفي تعزيز الابتكار في مجتمعات المعلومات والمعرفة الناشئة، التي تعتمد على الوصول المفتوح إلى البحث الأكاديمي والشفافية اتخاذ قرارات مستنيرة، والسلطة للتعاون عبر الإنترنت لدعم الابتكار المشترك بين القطاعات والتعلم والعمل من المنزل.
10- الحد من أوجه عدم المساواة:
يلعب التمويل الرقمي دوراً في الحد من عدم المساواة، حيث يوفر للأسر ذات الدخل المنخفض أدوات جديدة لزيادة دخلهم، وتحسين المرونة المالية والوصول إلى فرص اقتصادية واجتماعية جديدة. تزيد الخدمات المالية الرقمية من الإنتاجية ودخل الأسرة الريفية من خلال ربط الأسر بالفرص الاقتصادية خارج المجتمعات الريفية الضيقة. وعلى سبيل المثال، قد تساعد التكنولوجيا في تقليل عدم المساواة من خلال توفير الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل الصحة الإلكترونية أو التعليم عبر الإنترنت.
يمكن أن تساعد التقنيات الرقمية في تقليل عدم المساواة داخل وبين البلدان، خاصة عند استخدامها للمساعدة في تقديم المعلومات والمعرفة، وعليه، التقدم الاجتماعي والاقتصادي للشرائح المحرومة من المجتمع، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من إعاقات وكذلك النساء والفتيات.
11- مدن ومجتمعات محلية ومستدامة:
تسهّل القروض العقارية الصغيرة، جنباً إلى جنب مع توفير خدمات الدفع الرقمية، على المقيمين في المستوطنات العشوائية الاستثمار فيها من أجل الحصول على سكن لائق.
تسمح المدن الذكية بتسخير مختلف التقنيات الرقمية لجمع وتحليل البيانات وتقييم الأولويات وتحديد التحديات المحتملة واعتماد ما يلزم من تدابير للتغلب عليها. كما قد يؤدي الجمع بين الاتصال الرقمي والبيانات ومعرفة المواطنين إلى توفير فرص للخدمات العامة لتصبح أكثر تكيفاً مع احتياجات السكان.
12- الاستهلاك والإنتاج المسؤولان:
يرتبط الاستهلاك والإنتاج المسؤولان بالتداعيات الاجتماعية والبيئية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصناعة الهواتف الذكية، مثل توليد النفايات الإلكترونية وظروف العمل في استخراج المعادن التي تستخدمها الأجهزة الرقمية.
كما يمكن أن تعزز التقنيات الرقمية الاستهلاك الإنتاج المستدامين من خلال تحسيانت مرتبطة بالمنتج، واعتماد تقنيات ذكية في قطاعات مثل الزراعة والنقل والطاقة وإدارة سلاسل الإمداد والمباني الذكية.
13- العمل المناخي:
يساعد التمويل الرقمي الأفراد والمجتمعات والشركات والحكومة على مكافحة الآثار الضارة لتغير المناخ والاستعداد لها، لا سيما عبر تعزيز المرونة وتحفيز الاستثمارات المستدامة.
يمكن ان تساعد التطبيقات الذكية، لا سيما في الطاقة والنقل والمباني والتصنيع والخدمات الذكية والزراعة في معالجة تغير المناخ والتخفيف من آثارها. يمكن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تحسين سلاسل القيمة وتقليل استخدام الموارد وتقليل النفايات المنتجة. كما أنها تلعب دوراً مهماَ في مشاركة معلومات المناخ والطقس في الوقت الفعلي، زأنظمة التنبؤ والإنذار المبكر، ودعم المرونة والتكيف المناخي.
14- الحياة تحت المياه:
يمكن أن تساعد التقنيات الرقمية في استدامة والحفاظ على المحيطات. تعطي مراقبة الأقمار الصناعية بيانات عالمية دقيقة وفي الوقت المناسب، وتحسين المساءلة، بينما يمكن استخدام البيانات الضخمة لتحليل التنوع البيولوجي والتلوث، وأنماط الطقس وتطور النظام البيئي وللمساعدة في التخطيط واستراتيجيات التخفيف والتكيف
15- الحياة في البر:
يمكن للتقنيات الرقمية أن تلعب دور دوراً كبيراً في الحفظ والاستخدام المستدام للنظم البيئية للأرض ومنع خسارة التنوع البيولوجي من خلال تحسين المراقبة والابلاغ، والذي يؤدي إلى زيادة المساءلة وكذلك من خلال استخدام البيانات الضخمة لتحليل الاتجاهات قصيرة وطويلة الأجل وأنشطة خطة التخفيف. كما تحسن التقنيات الرقمية الكفاءات في استعادة الأراضي عن طريق أجهزة الاستشعار وجمع البيانات وتحليلها.
16- السلام والعدل والمؤسسات القوية:
يمكن للحكومات استخدام التكقنيات للتواصل بشكل أفضل مع مواطنيها من خلال أدوات الحكومة الإلكترونية، ولتحسين مشاركة أصحاب المصلحة وإدارة المعلومات. وتعمل أنظمة المدفوعات الرقمية على تحسين شفافية المعاملات من الحكومات وإليها بشكل كبير، وتساعد على رفع مستوى المساءلة بشأن استخدام الحكومات للأموال العامة، وهو ما يسمح بزيادة الأموال المتاحة للخدمات والاستثمارات والتحويلات العامة الهامة. تُعد السجلات التي تنشأ من المعاملات الرقمية أكثر شفافية وقابلية للتدقيق، المر الذي يساعد على مساءلة الحكومات وغيرها عن استخدام الأموال العامة.
وقد أثبتت التقنيات الرقمية أنها أداة قوية في مجالات عديدة مثل مراقبة الانتخابات. ويزيد استخدام الحكومة للبيانات المفتوحة من الشفافية، وتمكّن المواطنين وتساعد على دفع النمو الاقتصادي. كما يمكن أن تساعد تطبيقات تكنولوجيا معلومات واتصالات محددة في تأمين خدمات اجتماعية وحكومية للسكان الاجئين والنازحين.
17- عقد الشراكات لتحقيق الأهداف:
يمكن للقطاع الخاص، عبر العمل مع وبتوجيه من القطاع العام، توسيع أسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وخاصة في مجال النطاق العريض broadband واتصالات الهاتف المحمول، وبالتالي تحقيق أقصى استفادة من هذا التكنولوجيا من أجل التنمية. يجب توجيه التنفيذ إلى التحديات الحقيقية على الأرض من خلال شراكات بين جميع القطاعات. يمكن أن تلعب التكنولوجيا دًورأ تمكينا في دعم تنفيذ جميع أهداف التنمية المستدامة.