انت الان في قسم ادارة الأعمال

مقال علمي تحت عنوان (المعوقات الموضوعية لإستراتيجية الإعلام الأمني) تاريخ الخبر: 09/06/2022 | المشاهدات: 947

مشاركة الخبر :

المعوقات الموضوعية لإستراتيجية الإعلام الأمني
المدرس الدكتور نورس أحمد الموسوي/ قسم إدارة الاعمال

يحيط بالإعلام الأمني الكثير من المعوقات الخطيرة على الأمن العام والتي من أهمها المعوقات الموضوعية التي تواجه استراتيجيته وتتمثل بالافتقار إلى فلسفة اعلامية أمنية واضحة المعالم، كنقص النظريات والأسس والاستراتيجيات التي تُشكل اطار الفكر الايدولوجي الذي يقوم عليه الإعلام الأمني، فضلاً عن ضعف الخطط الإعلامية وتضاربها مع الخطة الأمنية وغموضها خاصة اثناء الازمات الأمنية، نتيجة غياب الرؤية الإعلامية الأمنية الشاملة، وعدم وضوح مفهوم الاعلام الامني لدى أي من الأطراف ذات العلاقة ببناء هذا المفهوم وهم المجتمع والأجهزة الأمنية والاعلامية. كما أن نقص الإمكانات البشرية وتجاهل هذا النقص يترتب عليه الفشل في تفعيل الدور الأمني لوسائل الإعلام، إذ ان النقص في الإمكانات البشرية من متخصصي الإعلام الأمني المؤهلين ذوي الخبرة والدراية وانخفاض الوعي الأمني لدى أفراد المجتمع يحد من قدرة الإعلام الأمني على القيام بدوره في مكافحة الجريمة والوقاية من آثارها السلبية.
ما لا شكّ فيه أنّ المادة الإعلامية الأمنية تتأثر بمن يُقدّمها وقدرته على التنويع، ومعرفة لغة المخاطبين بها ومستوى عقولهم وتفكيرهم إذ يجب عليه مراعاة ذلك، فالإعلامي الأمني الناجح هو الذي يتوجه برسالتهِ الإعلامية باللغة التي تتناسب مع لغة الجمهور المخاطب بها، وعاداته وأفكاره؛ حتى يُؤثر فيهم. وما نعيشه اليوم خير دليل على حاجتنا إلى وجود مثل هكذا نموذج كي تصل الحقائق والمعلومات إلى الجمهور بشكل يخلق نوعًا من الطمأنينة والاستقرار النفسي.
كذلك ضعف إيجابية اتجاه الجمهور نحو الممارسات الإعلامية للأجهزة الرسمية، ولوسائل إعلامها الخاصة، ويعود ذلك إلى مبالغة بعض الوسائل الرسمية في تمثيل الموقف الرسمي تحت غطاء الدفاع عن المصلحة الوطنية، مما يُؤدي إلى تحول الخطاب الإعلامي الأمني الصادر عن هذه الجهات في أغلب الأحيان إلى ما يشبه المواعظ والنصائح بدلاً عن العمل المهني واحجام خبراء الاعلام ومسؤولي الامن عن التشخيص الحقيقي للأزمة وعدم مراعاة الخطوات الواجب اتخاذها قبل وبعد واثناء الازمات الأمنية يحول دون تغطيتها بنجاح. كما أن صعوبة الحصول على معلومات وبيانات دقيقة وحديثة بكل ما يتعلق بأمن المجتمع والاهتمام بمشكلات المواطن الأمنية، يُعد من المعوقات الخطيرة التي تُؤدي إلى عجز الإعلام الأمني عن تقديم صور متكاملة عن حالة الأمن العام وجهود الأجهزة الأمنية في دعم الاستقرار الأمني. فضلاً عن ذلك ضعف وسائل الإعلام الأمني في الرد على البرامج الدعائية والمغرضة التي تبثها وسائل الإعلام المجهولة ضد القيم والمبادئ الإنسانية. وبرأينا يوجد العديد من الإشكاليات التي تحيط بالإعلام الأمني عمومًا والعراقي تحديدًا، منها غياب الرؤية الإعلامية الأمنية الشاملة، ومحدودية الاهتمام بالجانب الوقائي، كذلك ضعف التنسيق بين الأجهزة الإعلامية والأجهزة الأمنية؛ لذلك من الضروري معالجتها وفق آلية محددة حتى تُحقق أثرها المهم في حماية الأمن والتصدي للجريمة.