القضاء على الجوع: الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة
بقلم م.م مؤيد حسن علي
يعد القضاء على الجوع الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، وهو يهدف إلى إنهاء الجوع وضمان حصول الجميع على غذاء صحي وكافٍ بحلول عام 2030. يشكل الجوع تهديدًا خطيرًا على صحة الإنسان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من سوء التغذية ونقص الغذاء
تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 800 مليون شخص يعانون من الجوع المزمن، مما يؤثر على الأطفال بشكل خاص، إذ يؤدي نقص التغذية إلى ضعف النمو وتأخر التطور العقلي والجسدي. وتعد النزاعات المسلحة، والتغيرات المناخية، والتدهور البيئي، والفقر من أهم الأسباب التي تزيد من معدلات الجوع عالميًا
لمكافحة هذه الظاهرة، يجب تعزيز الزراعة المستدامة، وتحسين سلاسل الإمداد الغذائي، وتقليل هدر الطعام، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية الزراعية. كما تلعب التكنولوجيا دورًا هامًا في تطوير أساليب زراعية أكثر كفاءة وإنتاجية
تعمل المنظمات الدولية والحكومات على وضع سياسات تدعم المزارعين الصغار، وتشجع الممارسات الزراعية المستدامة، وتضمن الوصول العادل للغذاء. ومن بين الحلول الفعالة، توفير المساعدات الغذائية في المناطق المتضررة، وتعزيز التعليم الغذائي والتغذوي، وزيادة الوعي حول أهمية الأمن الغذائي
إضافةً إلى ذلك، ينبغي تطوير برامج تغذوية تستهدف الفئات الأكثر ضعفًا، مثل الأطفال والحوامل، لضمان حصولهم على الاحتياجات الغذائية الأساسية. كما أن تشجيع الاستثمارات في مشروعات الزراعة الذكية والمستدامة يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين الأمن الغذائي
يعد التعاون الدولي عاملًا رئيسيًا في القضاء على الجوع، حيث يمكن تبادل الخبرات والتقنيات بين الدول لتعزيز الإنتاجية الزراعية. كما أن إشراك القطاع الخاص في مبادرات مكافحة الجوع يمكن أن يحقق نتائج ملموسة من خلال تعزيز سلاسل التوريد وتوفير فرص عمل في القطاع الزراعي
يعد تحقيق الأمن الغذائي مسؤولية جماعية تتطلب تعاون الحكومات، والمنظمات، والأفراد لضمان مستقبل خالٍ من الجوع، حيث يتمكن الجميع من الحصول على غذاء صحي ومستدام. وبهذا، يمكن تحقيق هدف القضاء على الجوع، مما يسهم في تعزيز الصحة العامة وتحقيق التنمية المستدامة عالميًا.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق