انت الان في قسم تقنيات المختبرات الطبية

مقالة علمية للدكتوره ( رغدة حميد جاسم ) بعنوان /تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا اليومية: الإيجابيات والسلبيات تاريخ الخبر: 12/01/2025 | المشاهدات: 957

مشاركة الخبر :

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا اليومية: الإيجابيات والسلبيات

وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من أبرز سمات العصر الحديث، حيث تُستخدم بشكل يومي من قبل ملايين الأشخاص حول العالم. فهي أداة ثورية غيّرت الطريقة التي نتواصل بها، ونعمل، ونتعلم، لكنها في الوقت نفسه أثرت على حياتنا بعدة طرق قد تكون إيجابية أو سلبية.
الإيجابيات:
1. التواصل السريع والمباشر
• ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي على تقريب المسافات بين الناس، حيث يمكن لأي شخص التواصل مع أصدقائه وعائلته في أي مكان حول العالم، في أي وقت.
• عززت العلاقات الاجتماعية من خلال القدرة على مشاركة الأحداث اليومية، الصور، ومقاطع الفيديو مع الأصدقاء والعائلة.(Pew Research Center, 2022)
2. التعليم والوصول إلى المعرفة
• توفر وسائل التواصل الاجتماعي محتوى تعليميًا متنوعًا من خلال منصات مثل YouTube، LinkedIn، وCoursera، مما يجعل التعلم أكثر سهولة ومرونة.
• تساعد الطلاب والباحثين في الحصول على مصادر معرفية ومعلومات جديدة بسرعة. (Anderson & Jiang, 2018)
3. التسويق والترويج للأعمال
• أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة رئيسية لرواد الأعمال والشركات للترويج لمنتجاتهم وخدماتهم.
• من خلال الإعلانات المستهدفة، يمكن للشركات الوصول إلى جمهور أكبر وتحقيق المزيد من الإيرادات.(Statista, 2023)
4. رفع الوعي بالقضايا الاجتماعية
• ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الوعي حول قضايا إنسانية وبيئية مثل حقوق الإنسان، التغير المناخي، والأعمال الخيرية.
• تشجع المستخدمين على المشاركة في حملات التبرع والتطوع.
5. التعبير عن الذات والإبداع
• تمكّن المنصات مثل Instagram وTikTok الأشخاص من مشاركة مواهبهم وإبداعاتهم مع جمهور واسع.
• تساعد المستخدمين على التعبير عن آرائهم وبناء هوية رقمية.
السلبيات:
1. الإدمان وضياع الوقت
• الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى الإدمان، حيث يقضي الأفراد ساعات طويلة يوميًا على تصفحها.
• يؤثر هذا الإدمان على الإنتاجية والعمل والدراسة. (Keles et al., 2020)
2. التأثير السلبي على الصحة النفسية
• أظهرت دراسات أن الاستخدام المفرط يمكن أن يؤدي إلى مشاعر القلق، الاكتئاب، والعزلة.
• المقارنة المستمرة مع الآخرين بسبب الصور والمظاهر المثالية المنشورة قد تسبب انخفاض تقدير الذات.
(Twenge & Campbell, 2018)
3. انتشار الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة
• تسهّل وسائل التواصل الاجتماعي نشر الأخبار غير الدقيقة أو الكاذبة، مما يؤدي إلى تضليل الجمهور.
• تنتشر المعلومات الخاطئة بسرعة أكبر مقارنة بالأخبار الحقيقية. (Vosoughi et al., 2018)
4. التأثير على العلاقات الاجتماعية الحقيقية
• الاستخدام المفرط قد يقلل من جودة العلاقات الحقيقية، حيث يقضي الأفراد وقتًا أطول على الهواتف بدلًا من التواصل وجهاً لوجه.
• يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل في العلاقات الأسرية أو مع الأصدقاء.
5. اختراق الخصوصية والأمان
• يتعرض المستخدمون لمخاطر اختراق بياناتهم الشخصية أو استخدامها لأغراض تجارية دون إذن.
• يعاني البعض من التنمر الإلكتروني أو الابتزاز نتيجة مشاركة معلومات خاصة.
(Cyberbullying Research Center, 2021)
كيفية تحقيق التوازن في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:
1. تحديد وقت محدد للاستخدام اليومي: يساعد في تقليل الإدمان وزيادة الإنتاجية.
2. اختيار المحتوى بحكمة: متابعة الحسابات التي تقدم محتوى إيجابي وتعليمي، والابتعاد عن الحسابات السلبية.
3. الموازنة بين الحياة الواقعية والافتراضية: تخصيص وقت للتفاعل مع العائلة والأصدقاء بشكل مباشر بعيدًا عن الشاشات.
4. التثقيف حول الأخبار: التحقق من مصادر الأخبار قبل مشاركتها أو تصديقها.
وسائل التواصل الاجتماعي هي سيف ذو حدين؛ فهي توفر فرصًا للتواصل والتعلم والترويج للأعمال، لكنها قد تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعلاقات إذا أسيء استخدامها. التوازن هو المفتاح لتحقيق الفائدة من هذه المنصات، مع تقليل الآثار السلبية قدر الإمكان.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والجسدية
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا كبيرًا من حياتنا اليومية، لكنها تحمل آثارًا كبيرة على صحتنا النفسية والجسدية. وفي حين أن لها بعض الفوائد، إلا أن الاستخدام المفرط وغير المتوازن قد يؤدي إلى أضرار نفسية وجسدية. في هذا المقال، سنستعرض هذه التأثيرات الإيجابية والسلبية على الصحة.
أولًا: تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية
الإيجابيات:
1. الدعم النفسي والاجتماعي:
• تتيح وسائل التواصل الاجتماعي فرصًا للتواصل مع الآخرين، خاصةً في أوقات العزلة، مما يساعد على تقليل مشاعر الوحدة.
• مجموعات الدعم النفسي على وسائل التواصل تساعد الأفراد على مشاركة تجاربهم الشخصية وتلقي الدعم من أشخاص يمرون بمواقف مشابهة.
2. التعبير عن الذات:
• تمكّن الأفراد من التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، مما قد يُحسّن من حالتهم النفسية ويعزز شعورهم بالإنجاز.
3. التثقيف النفسي:
• توفر منصات التواصل الاجتماعي معلومات وموارد عن الصحة النفسية وكيفية تحسينها، مما يعزز الوعي والوقاية.
السلبيات:
1. القلق والاكتئاب:
• الاستخدام المفرط قد يؤدي إلى الشعور بالقلق بسبب الضغط للظهور بمظهر “مثالي” على الإنترنت.
• أظهرت دراسة أن المقارنة المستمرة مع حياة الآخرين المنشورة على وسائل التواصل ترتبط بمستويات أعلى من الاكتئاب. (Twenge & Campbell, 2018)
2. الإدمان الرقمي:
• يؤدي الاستخدام المفرط إلى الإدمان على التصفح، مما يجعل الفرد يشعر بالضغط للرد على الإشعارات والتحديثات باستمرار.(Keles et al., 2020)
3. التنمر الإلكتروني:
• قد يكون الأفراد عرضة للتنمر أو النقد السلبي عبر وسائل التواصل، مما يؤدي إلى تدهور في الصحة النفسية وزيادة القلق.
4. مشاكل النوم:
• الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات قد يؤثر سلبًا على جودة النوم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل مثل القلق والاكتئاب. (Cheung et al., 2021)
ثانيًا: تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة الجسدية
الإيجابيات:
1. التثقيف الصحي:
• توفر وسائل التواصل محتوى تعليمي عن الصحة الجسدية، مثل نصائح التغذية، التمارين الرياضية، وأساليب العناية بالجسم.
2. التشجيع على النشاط البدني:
• بعض المنصات تروج لبرامج رياضية أو تحديات اللياقة البدنية، مما يحفز الأفراد على ممارسة الرياضة بانتظام.
السلبيات:
1. الخمول البدني:
• الجلوس لفترات طويلة أثناء تصفح وسائل التواصل يؤدي إلى قلة النشاط البدني، مما يزيد من خطر السمنة وأمراض القلب.(Owen et al., 2010)
2. الإرهاق الجسدي:
• الاستخدام الطويل للأجهزة الإلكترونية يؤدي إلى مشاكل مثل آلام الرقبة، إجهاد العين الرقمي (Digital Eye Strain)، وآلام الظهر. (Rosenfield, 2016)
3. اختلال النوم:
• كما ذكرنا سابقًا، يؤثر الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات على هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم، مما يسبب الأرق.
4. العادات الغذائية السيئة:
• الانشغال بوسائل التواصل أثناء تناول الطعام قد يؤدي إلى الإفراط في الأكل دون وعي، وزيادة الوزن.
كيف يمكن الحد من التأثير السلبي على الصحة؟
1. تحديد وقت الاستخدام:
• وضع حدود زمنية يومية لاستخدام وسائل التواصل لتجنب الإدمان الرقمي.
2. ممارسة النشاط البدني:
• تخصيص وقت يومي للتمارين الرياضية لتعويض الخمول الناتج عن الجلوس لفترات طويلة.
3. التقليل من استخدام الأجهزة قبل النوم:
• الامتناع عن استخدام الهواتف أو الحواسيب قبل ساعة على الأقل من النوم لتحسين جودته.
4. التوعية:
• رفع الوعي بمخاطر الاستخدام المفرط وتأثيره على الصحة النفسية والجسدية.
الخاتمة
وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير مزدوج على الصحة النفسية والجسدية. ففي حين أنها توفر فرصًا للتواصل والتعليم، إلا أن الاستخدام غير المتوازن قد يؤدي إلى أضرار خطيرة. لتحقيق التوازن، من المهم إدارة الوقت المخصص لاستخدامها واعتماد عادات صحية لتجنب آثارها السلبية.

المصادر:
1. Twenge, J. M., & Campbell, W. K. (2018). Associations Between Screen Time and Lower Psychological Well-being Among Adolescents. Psychological Science. DOI:10.1177/0956797618773435 .
2. Keles, B., McCrae, N., & Grealish, A. (2020). The Effects of Social Media on Anxiety and Depression in Adolescents. International Journal of Adolescence and Youth.DOI:10.1080/02673843.2020.1713738.
3. Cheung, R. S., & Dickson, H. (2021). The Impact of Blue Light on Sleep Quality. Sleep Medicine Reviews.DOI:10.1016/j.smrv.2020.101357
4. Owen, N., Sparling, P. B., Healy, G. N., et al. (2010). Sedentary Behavior: Emerging Evidence for a New Health Risk. Mayo Clinic Proceedings. DOI:10.4065/mcp.2010.0444 .
5. Rosenfield, M. (2016). Computer Vision Syndrome: A Review of Ocular Causes and Potential Treatments. Ophthalmic & Physiological Optics. DOI:10.1111/opo.12250.



د رغدة حميد جاسم علوان
اختصاص بورد امراض دم
تدريسية في قسم تقنيات المختبرات الطبية
كلية التقنيات الصحية والطبية/ جامعة المستقبل