دور المؤشرات الحيوية (Biomarkers) في التشخيص المبكر لأنواع السرطان
مقدمة
يُعد السرطان من أبرز التحديات الصحية على مستوى العالم، ويشكل التشخيص المبكر له عاملًا حاسمًا في زيادة فرص الشفاء وتحسين نتائج العلاج. ومع تطور العلوم الطبية، برزت المؤشرات الحيوية (Biomarkers) كأداة فعّالة ومبشرة في الكشف المبكر عن السرطان، إذ توفر معلومات دقيقة حول وجود الأورام ونوعها ودرجة خطورتها.
ما هي المؤشرات الحيوية؟
المؤشرات الحيوية هي جزيئات بيولوجية تُوجد في الدم أو سوائل الجسم أو الأنسجة، وتُشير إلى حالة فسيولوجية أو مرضية معينة. في حالة السرطان، يمكن أن تكون المؤشرات الحيوية عبارة عن بروتينات، أو طفرات جينية، أو تغيرات في التعبير الجيني، أو حتى جزيئات RNA أو DNA حرة في الدم.
أهمية المؤشرات الحيوية في التشخيص المبكر
1. الكشف المبكر: تساعد المؤشرات الحيوية في اكتشاف وجود السرطان قبل ظهور الأعراض السريرية، مما يسمح بالتدخل العلاجي في مرحلة مبكرة.
2. الدقة في التشخيص: تُمكّن من تحديد نوع الورم ومصدره بدقة، مما يسهل اختيار العلاج المناسب.
3. التمييز بين الأورام الحميدة والخبيثة: بعض المؤشرات الحيوية تُستخدم لتحديد طبيعة الورم دون الحاجة إلى تدخل جراحي.
4. تقييم مدى استجابة المريض للعلاج: تُستخدم كمؤشر لمراقبة فعالية العلاج وتطور الحالة.
5. الكشف عن عودة المرض (الانتكاس): تُستخدم لمراقبة المريض بعد العلاج واكتشاف أي عودة محتملة للورمالتحديات والقيود
رغم الفوائد الكبيرة، إلا أن استخدام المؤشرات الحيوية في التشخيص يواجه تحديات، منها:
• عدم التخصص: بعض المؤشرات قد ترتفع في أمراض غير سرطانية.
• الاختلاف بين الأفراد: استجابة الجسم للمؤشرات الحيوية تختلف بين الناس.
• الحاجة إلى تقنيات متقدمة: تتطلب اختبارات دقيقة وتكلفة مرتفعة أحيانًا.
الخلاصة
تلعب المؤشرات الحيوية دورًا جوهريًا في تشخيص السرطان في مراحله المبكرة، مما يُحسّن فرص الشفاء ويُقلل من شدة العلاجات المطلوبة. ومع استمرار التقدم في الطب الشخصي والتقنيات الجزيئية، من المتوقع أن تصبح هذه المؤشرات أكثر دقة وانتشارًا، مما يعزز القدرة على مكافحة السرطان بفعالية أكبر
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق
قسم تقنيات المختبرات الطبية الاول في التصنيف الوطني العراقي