انت الان في قسم تقنيات المختبرات الطبية

مقالة علمية للست سجى فاضل عباس بعنوان : الطبيعة والطب: كيف تشكل الحياة البرية صحة الإنسان تاريخ الخبر: 30/09/2025 | المشاهدات: 42

مشاركة الخبر :

لطالما شكلت البيئة البرية مصدرًا غنيًا للمعرفة والموارد التي أسهمت في تطوير الطب عبر العصور. فالنباتات البرية، الأعشاب، وبعض الكائنات الحية الصغيرة كانت ولا تزال أساسًا لاكتشاف المواد الفعّالة المستخدمة في الأدوية الحديثة. التفاعل المستمر مع هذه البيئة لم يكن مجرد أسلوب حياة، بل مدرسة علمية تعلم الإنسان كيفية الاستفادة من الطبيعة دون الإضرار بها.

الاستخدام التقليدي للنباتات البرية في العلاج ساعد على تطوير مفاهيم الطب الوقائي والعلاجي، إذ أظهرت الدراسات الحديثة أن بعض الأعشاب المستخلصة من البيئة الطبيعية تمتلك خصائص مضادة للالتهاب ومقوية للمناعة. هذه المعرفة التاريخية لم تُحفظ فقط كتراث شعبي، بل أصبحت حجر الأساس للكثير من الأبحاث الطبية المعاصرة.

الحياة في البر توفر أيضًا عناصر أساسية للصحة العامة: الهواء النقي، الحركة البدنية، والتعرض المعتدل للشمس كلها عوامل تحفز جهاز المناعة وتحقل الوقاية من الأمراض المزمنة. هنا يتضح الترابط بين البيئة البرية وأساليب الحياة الصحية، وكيف أن صحة الإنسان لا يمكن فصلها عن صحة البيئة التي يعيش فيها.

ومن منظور أوسع، فإن حماية هذه البيئة والحفاظ على توازنها الطبيعي يمثل حجر الزاوية لضمان استمرار الموارد الطبية التي تعتمد عليها البشرية. أي أن الاستفادة من الطبيعة يجب أن تكون مستدامة: النباتات والحياة البرية التي تُستخدم اليوم في العلاجات يجب أن تُحافظ عليها للأجيال القادمة، حتى تظل مصدرًا للدواء والغذاء والبحث العلمي في المستقبل.

بالتالي، يصبح الاهتمام بالصحة والطب مرتبطًا بشكل طبيعي بحماية البيئة البرية. فالعناية بالطبيعة لا تعزز الحياة فقط، بل تؤسس لنهج صحي طويل الأمد للإنسان والمجتمع.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق
قسم تقنيات المختبرات الطبية الاول في التصنيف الوطني العراقي .