كشفت دراسة حديثة ضمن تجربة VITAL السريرية العشوائية المضبوطة (VITAL RCT) عن تأثير فيتامين D₃ على الحفاظ على طول التيلوميرات المرتبط بتأخير الشيخوخة الخلوية.
فخلال أربع سنوات، شارك 1,054 مشاركًا من كبار السن في الدراسة، وتم إعطاء كل منهم جرعة يومية واحدة من فيتامين D₃ بقدرة 2,000 وحدة دولية (IU). وأسفرت النتائج عن تباطؤ معدل تآكل التيلوميرات بمقدار يقارب 140 زوجًا قاعديًا مقارنةً بالعلاج الوهمي (Placebo)، وهو ما يعادل نحو ثلاث سنوات من الشيخوخة الخلوية المؤجلة.
⸻
📌 أبرز النقاط العلمية
🧬 درع خلوي طبيعي
تُعد التيلوميرات (Telomeres) بنى واقية تغطي نهايات الكروموسومات، وتمنع التحامها أو تدهورها أثناء الانقسام الخلوي. وقد ارتبط الحفاظ على طول التيلوميرات بانخفاض خطر الإصابة بأمراض متعددة مثل:
• السرطان
• الأمراض القلبية الوعائية
• الضعف العام والتدهور المرتبط بالشيخوخة
⚙️ الآلية البيولوجية المحتملة
يلعب فيتامين D₃ دورًا مباشرًا في حماية التيلوميرات من خلال عدة آليات:
• يرتبط فيتامين D بمستقبله النووي (Vitamin D Receptor – VDR)، مما يؤدي إلى:
• تثبيط محور الالتهاب المدفوع بجزيء NF-κB، وهو مسار التهابي مزمن يرتبط بقصر التيلوميرات.
• تنشيط التعبير الجيني لـ hTERT (الوحدة التحفيزية لإنزيم التيلوميراز)، ما يعزز نشاط التيلوميراز (Telomerase)، الإنزيم المسؤول عن إعادة بناء نهايات التيلوميرات.
• النتيجة النهائية: ضغط أكسدة أقل + نشاط تيلوميراز أعلى = تآكل أبطأ للتيلوميرات.
📊 إشارات سريرية واعدة
لا يقتصر تأثير فيتامين D₃ على التيلوميرات فقط. أظهرت تحليلات سابقة من تجربة VITAL أيضًا:
• انخفاض عدد التشخيصات بالأمراض المناعية الذاتية.
• انخفاض بنسبة 17٪ في معدلات الإصابة بالسرطانات المتقدمة ضمن مجموعة فيتامين D مقارنةً بالمجموعة الضابطة.
ويمكن تفسير هذه النتائج جزئيًا من خلال الدور الوقائي للتيلوميرات الطويلة ضد الشيخوخة والخلل المناعي.
⸻
✅ الخلاصة
أصبح من الواضح أن الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين D₃ لا يُعد مجرد مكمل اختياري، بل قد يشكل أساسًا بيولوجيًا لشيخوخة صحية وبطيئة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
• التعرض الآمن لأشعة الشمس.
• تناول أطعمة غنية بفيتامين D (مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض).
• مكملات معتدلة بجرعة 2,000 وحدة دولية يوميًا، كما هو مستخدم في الدراسة.
💡 ملاحظات هامة:
• 2,000 IU يوميًا تعتبر جرعة آمنة عند عدم وجود أمراض مزمنة في الكلى أو الكبد، ولا يُتوقع معها حصول تكلسات أو حصى.
• الهدف هو أن يكون مستوى 25(OH)D في المصل ضمن 30–50 ng/mL.
• مستويات فوق 100 ng/mL قد تكون سُمية، لذلك يجب ضبط الجرعة بناءً على تحليل دوري لمستوى فيتامين D.
⸻ المراقبة الدورية للكالسيوم والفوسفات
• خصوصًا عند استخدام مكملات الكالسيوم مع فيتامين D.
• أو في مرضى الكلى، أو من لديهم فرط نشاط جارات الدرقية.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق
قسم تقنيات المختبرات الطبية الاول في التصنيف الوطني العراقي .