انت الان في قسم الأدلة الجنائية

دور الذكاء الاصطناعي في تطوير التحقيقات الجنائية الرقمية (م. وقار جفات جاسم) تاريخ الخبر: 19/02/2025 | المشاهدات: 2512

مشاركة الخبر :

مقدمة
في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) عنصرًا أساسيًا في مختلف المجالات، بما في ذلك التحقيقات الجنائية الرقمية. فمع تزايد الجرائم الإلكترونية، مثل الاحتيال، الاختراق، وتزوير البيانات، باتت الحاجة ملحة إلى أدوات وتقنيات متطورة تساعد في تحليل الأدلة الرقمية بسرعة ودقة. يوفر الذكاء الاصطناعي حلولًا فعالة في تحليل البيانات الضخمة، واكتشاف الأنماط المشبوهة، واستعادة المعلومات المخفية، مما يسهم في تحسين كفاءة التحقيقات وتسريع الوصول إلى الجناة.

أهمية الذكاء الاصطناعي في التحقيقات الجنائية الرقمية
1. تحليل البيانات الضخمة بسرعة وفعالية
في عالم الجرائم الرقمية، تتراكم كميات هائلة من البيانات، مثل سجلات الدخول، رسائل البريد الإلكتروني، وسجلات تصفح الإنترنت. يساعد الذكاء الاصطناعي في:

فرز البيانات الضخمة بسرعة لا يمكن للمحققين تحقيقها يدويًا.
استخراج المعلومات الهامة من ملايين الملفات والوثائق الرقمية.
الكشف عن الأنماط المتكررة التي قد تدل على أنشطة إجرامية.
2. رصد الأنشطة المشبوهة والتنبؤ بالجرائم
يستطيع الذكاء الاصطناعي عبر الخوارزميات الذكية تحليل سلوك المستخدمين في الفضاء الرقمي، ومن ثم:

التعرف على الأنشطة غير الطبيعية، مثل محاولات الاختراق أو نقل الأموال المشبوهة.
التنبؤ بالجرائم المستقبلية عبر دراسة سلوكيات المجرمين الإلكترونيين.
مراقبة الشبكات المظلمة (Dark Web) لكشف العمليات الإجرامية المخفية.
3. استعادة البيانات المحذوفة والمخفية
يعتمد المجرمون الرقميون على حذف أو تشفير البيانات لإخفاء آثارهم، لكن الذكاء الاصطناعي قادر على:

استرجاع الملفات المحذوفة أو التالفة باستخدام تقنيات متقدمة.
تحليل التشفير وفك شيفرات البيانات المشبوهة عند الضرورة القانونية.
4. تحليل الأدلة الرقمية بدقة عالية
يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين دقة تحليل الأدلة الرقمية من خلال:

تحليل الصور والفيديوهات لتحديد الأشخاص والأشياء في المشاهد الجنائية.
تقنيات التعرف على الوجه والبصمات الرقمية لربط المشتبه بهم بالأدلة المتوفرة.
تحليل الصوت والنصوص لاكتشاف الأنماط اللغوية أو الأصوات المشبوهة في التسجيلات.
5. تحليل الاتصالات الإلكترونية وتعقب الجرائم الإلكترونية
يُستخدم الذكاء الاصطناعي في فحص المراسلات الإلكترونية مثل البريد الإلكتروني، والمحادثات النصية، ومنصات التواصل الاجتماعي لكشف:

الاتصالات الاحتيالية، مثل رسائل التصيد والاحتيال المالي.
الأنشطة الإرهابية والتجسسية من خلال تحليل شبكات الاتصال الرقمية.
علاقات المشتبه بهم ببعضهم البعض عبر تحليل البيانات الوصفية (Metadata).
التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في التحقيقات الجنائية الرقمية
1. الخصوصية وحماية البيانات
استخدام الذكاء الاصطناعي في التحقيقات يجب أن يراعي القوانين المتعلقة بحماية خصوصية الأفراد وعدم انتهاك حقوقهم.
2. إمكانية التلاعب والتزييف
يمكن للمجرمين استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء أدلة مزيفة، مثل الصور والفيديوهات المعدلة عبر تقنية التزييف العميق (Deepfake).
3. الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي
رغم دقة الذكاء الاصطناعي، إلا أن التحليل البشري لا يزال ضروريًا لضمان عدم الوقوع في أخطاء تحليلية قد تؤدي إلى اتهامات خاطئة.
4. التطور المستمر للجرائم الإلكترونية
المجرمون الرقميون يطورون أساليب جديدة لخداع أنظمة الذكاء الاصطناعي، مما يستلزم تحديثًا مستمرًا للأدوات والتقنيات المستخدمة في التحقيقات.
الخاتمة
أصبح الذكاء الاصطناعي حجر الأساس في التحقيقات الجنائية الرقمية، حيث يسهم في تحليل الأدلة بسرعة وكفاءة، والكشف عن الأنشطة الإجرامية المخفية. ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة إلى تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والقوانين لضمان العدالة وحماية حقوق الأفراد. مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن يصبح دوره أكثر أهمية في التصدي للجرائم الإلكترونية وتحقيق العدالة الجنائية في المستقبل.

جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق