يُعد تحليل الاتصالات الهاتفية أحد الأدوات الأساسية في علم الأدلة الجنائية الرقمية، لما توفره سجلات المكالمات والرسائل النصية من معلومات دقيقة يمكن أن تساهم في فهم السياق الزمني والاجتماعي للجريمة، وكشف خيوطها وتحديد هوية المتورطين.
🔍 أهمية السجلات الهاتفية في التحقيقات الجنائية:
تحديد تسلسل الأحداث الزمني: تساعد سجلات المكالمات في تتبع آخر الاتصالات التي أجراها أو تلقاها الضحية أو الجاني، مما يوفر تصورًا عن سير الأحداث قبيل الجريمة.
كشف العلاقات بين المشتبه بهم: من خلال تكرار الاتصال بين أشخاص معينين، يمكن للمحققين بناء شبكة علاقات، وربط أطراف الجريمة ببعضهم.
تحديد موقع الجناة: باستخدام بيانات الأبراج الخلوية (Cell Tower Data)، يمكن تقدير الموقع الجغرافي للهاتف وقت إجراء المكالمة أو إرسال الرسالة، وهو دليل مهم في ربط الشخص بمسرح الجريمة.
الرسائل النصية كأدلة لغوية ونفسية: يمكن أن تحتوي الرسائل على تهديدات، اعترافات، تحريض، أو حتى مؤشرات نفسية تساهم في رسم ملامح الجاني.
🛠️ آليات جمع وتحليل البيانات:
يتم استخراج السجلات من مزوّدي خدمة الهاتف أو من الجهاز مباشرة باستخدام أدوات جنائية متخصصة.
تُحلَّل البيانات باستخدام برامج تحليل اتصالات، التي تُظهر:
تاريخ ووقت المكالمات.
مدة الاتصال.
الأرقام المتصلة.
النص الكامل للرسائل (إن أمكن).
بيانات الموقع الجغرافي المرتبط بالاتصال.
⚖️ الاعتبارات القانونية والأخلاقية:
يتطلب استخدام هذه السجلات إذنًا قضائيًا لحماية الخصوصية.
تُعتمد كأدلة إذا تم جمعها وفقًا للإجراءات القانونية وتوثيق السلسلة الجنائية للأدلة (Chain of Custody).
يجب ضمان عدم التلاعب أو التحريف في البيانات أثناء التحليل.
📌 نماذج من قضايا اعتمدت على تحليل المكالمات والرسائل:
تعقب الاتصالات بين الجناة في جرائم الخطف أو القتل.
تحليل الرسائل النصية المرسلة من الهاتف بعد الوفاة لكشف محاولات التمويه.
استخدام الرسائل في قضايا الابتزاز والتهديد عبر الهاتف.
✅ خلاصة:
يُعد تحليل سجلات المكالمات والرسائل النصية أداة قوية ومؤثرة في كشف ملابسات الجرائم، خاصة عند دمجه مع أدلة رقمية أخرى كالموقع الجغرافي والصور والفيديوهات. ومع تطور أدوات التحليل الرقمي، أصبح من الممكن كشف أدق التفاصيل، مما يُسهم في دعم العدالة الجنائية وتحقيق نتائج دقيقة في التحقيقات.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق