انت الان في قسم العلوم المالية و المصرفية

السياحة الدينية وانعكاساتها الاجتماعية. تاريخ الخبر: 18/02/2025 | المشاهدات: 215

مشاركة الخبر :

السياحة الدينية وانعكاساتها الاجتماعية.
أ.م.د- عباس فاضل رسن
تعد السياحة الدينية احد اهم وسائل التواصل الروحي والعقائدي مع العمق التاريخي والديني من خلال الرموز والشخصيات التي تركت ارثا حضاريا وثقافيا وروحيا كبيرا على مستوى الامة الإسلامية جمعاء وفي ضوء هذا العطاء النقي الذي يمكن من خلاله خلق الانعكاسات الإيجابية المجتمعية والأخلاقية تعد السياحة الدينية في العراق الوسيلة الأبرز لخلق هذا الترابط الأخلاقي والسلوك المجتمعي مع تلك الرموز التي تمتاز بقدسيتها التي تمنحها القوة الروحية لتحقيق تلك الأهداف اذ تمثل وسيلة جذب عقائدي واسع يمكن توظيفه لاحياء القيم والمفاهيم العليا والأخلاق النبيلة داخل المجتمع العراقي على اقل تقدير لما يمتلكه العراق من ارث ديني وحضاري كبير جدا ،كما يمكن تحقيق وإنجاز هذا التوجه على المستوى الإقليمي والعالمي في حال توفرت له المقومات اللازمة لانجازه لتوفر المواقع الدينية المتنوعة المتمثلة بالمراقد الدينية لشخصيات إسلامية لها عمقها في جذور التاريخ الإسلامي وفي مقدمتها ضريحي امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) وابنه الامام الحسين سيد شباب اهل الجنة(ع) ،كما تمثل المساجد التاريخية احد الروافد الروحية المهمة لتحقيق الهدف المنشود متمثلة بمسجد الكوفة الذي يعد رابع مسجد في الإسلام ،في حين يعد بيت الامام علي (ع) في الكوفة احد المواقع الاثرية التاريخية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالعقيدة الإسلامية لما يمثله اهل هذا البيت العظيم من عطاء روحي لا ينضب على مستوى الامة الإسلامية على مر الزمن والى يومنا هذا .
ان تعدد مصادر الغذاء الروحي للمجتمع بهذا الكم الواسع من المصادر الملهمة بشخصياتها ورموزها انفة الذكر التي تعد المصدر الرئيس لتنشيط السياحة الدينية يجب ان تتجلى بشكل إيجابي واضح في السلوك الاجتماعي والأخلاقي للمجتمع انطلاقا من قوله تعالى (وانك لعلى خلق عظيم )واستنادا لقول رسوله الكريم صلى الله عليه واله وسلم (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) سواء على الفرد او الاسرة او المجتمع وان يعمل المجتمع بكل فئاته لتحقيق الارتباط الأخلاقي والفكري والروحي والنفسي للسمو بالواقع الاجتماعي الى افضل مستوياته اعتمادا على قول النبي الاكرم (ص) وتوجيهه بالمسؤولية التكاملية بين أبناء الامة بقوله (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) للنهوض بالمنظومة القيمية التي باتت تتجه نحو الابتعاد عن الشريعة الإسلامية والتوجه نحو أفكار هدامة تحاول الإساءة لتلك المنظومة وفي مقدمتها الحركات الالحادية التي تعمل على فك الارتباط ما بين اخلاق الإسلام والمجتمع للوصول به الى نقطة الانهيار الأخلاقي التي تعد من اخطر المراحل التي من الممكن ان تمر بها الشعوب ، و كذلك انتشار المخدرات بين فئات الشباب بحدود عمرية معينة اضف الى ذلك ارتفاع مستوى الجريمة وتزايد نسب الطلاق التي تعد من اهم العناصر التي تؤدي الى تمزيق الترابط الاسري والمجتمعي .
ان تلك المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها الشعب العراقي يتطلب من الجميع العمل على إيجاد الحلول السريعة والمجدية المبنية على دراسات دقيقة تعمل على توظيف الإرث الديني والمنظومة القيمية التي تحملها تلك الرموز الدينية كأحد الوسائل الفعالة روحيا لتحقيق ذلك اذ يعد الدين (حصن الأمم الأخلاقي) لكل الشعوب باختلاف دياناتها وفي مقدمتها المجتمع المسلم الذي اثبتت الدراسات الحالية لبعض الدول المسلمة انخفاضا ملحوظا في مستوى وحجم الجريمة والتراجع الأخلاقي كما هو الحال في ماليزيا واندونيسيا وايران.