م.د زين العابدين عبود كاظم
يعد المنطق النيوتروسوفي (Neutrosophic Logic)، الذي أسسه فلورنتن سمَرانداتشي عام 1995، من أبرز التطورات الحديثة في معالجة الغموض وعدم اليقين في البيانات، إذ يقوم على ثلاثة أبعاد رئيسية: الحقيقة (T)، والحياد أو عدم التحديد (I)، والخطأ (F). بخلاف المنطق التقليدي أو الضبابي، لا يشترط أن يكون مجموع هذه القيم واحداً، مما يمنحه مرونة أكبر في التعامل مع المواقف المعقدة والمتناقضة. وتأتي أهمية النيوتروسوفي في البحوث العلمية من كونه أداة تسمح للباحث بتمثيل البيانات غير المكتملة أو المتناقضة بشكل رياضي، وبالتالي توفير نماذج أكثر واقعية ودقة. على سبيل المثال، يمكن استخدامه في البحوث الطبية عند تحليل نتائج فحوص غير مؤكدة، أو في الدراسات الاجتماعية لتمثيل المواقف التي تتضمن ترددات وآراء متباينة، وكذلك في علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي لدعم اتخاذ القرار في بيئات يسودها عدم اليقين. لذلك فإن اعتماد المنطق النيوتروسوفي في البحوث يمنح الباحثين إطاراً منهجياً يساعدهم على صياغة نتائج أكثر عمقاً ومرونة مقارنة بالأساليب التقليدية، مما يعزز من قيمة البحوث التطبيقية والنظرية على حد سواء.