انت الان في قسم المحاسبة

(دور المحاسبة الخضراء في تحقيق التنمية المستدامة)- للتدريسية :م.م زينب قاسم جبر تاريخ الخبر: 31/01/2024 | المشاهدات: 926

مشاركة الخبر :

المحاسبة الخضراء هي نتاج التفاعل بين البيئة والاقتصاد، بهدف إرساء مبادئ التنمية المستدامة، إذ أن المحاسبة البيئية الاقتصادية هي توسيع الحدود الأصول في المحاسبة الوطنية التقليدية لتحقيق التنمية المستدامة، والمسألة الجوهرية في تطوير المحاسبة الخضراء هي تحديد العوامل التي ينبغي أن يتم بها تصحيح الناتج الداخلي الخام وتشمل هذه العوامل الأضرار البيئية ونضوب الموارد

إن الاهتمام بموضوع المحاسبة الخضراء وما يرتبط بها من تقدير للناتج الداخلي الخام الأخضر (GGDP) يستمد أساساً من مفهوم التنمية المستدامة المشار إليه أول مرة في تقرير لجنة Braundtland Commission في سنة 1987 وعادة ما يدرس موضوع التنمية المستدامة من خلال ثلاث مناهج هي أولها الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أما المنهج الثاني وهو الحيوي فيعتمد على مقولة أن الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية تابعة للبيئة الكونية ويتبع هذا أن استدامة الأجواء الاقتصادية والاجتماعية تتبع الاستدامة البيئية، أما المنهج الثالث وهو رأس المال والذي يعتبر من أقرب المناهج للاقتصاديين، رغم أنه يتخطى كثيراً مجال اهتماماتهم، حيث يستعير هذا المنهج مفهوم رأس المال من علم الاقتصاد، ثم يقوم بتوسيع هذا التعريف ليشمل كثيراً من الاعتبارات الملائمة لتقومة التنمية البشرية وهي أن التنمية المستدامة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمفهوم الدخل ...رأس المال من علم الاقتصاد، ثم يقوم بتوسيع هذا التعريف ليشمل كثيراً من الاعتبارات الملائمة للتقومة التنمية البشرية وهي أن التنمية

المستدامة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمفهوم الدخل ..

-من اجل دراسة مساهمة المحاسبة الخضراء في حماية البيئية ودعم التنمية المستدامة تتبلور الإشكالية التي سنحاول الإجابة عليها من خلال
الدراسة والتي يمكن صياغتها على النحو التالي: ما مدى مساهمة المحاسبة الخضراء في تحقيق التنمية المستدامة ؟

حيث تعددت التعريفات التي تعرف المحاسبة الخضراء تذكر منها عرفها مجلس حماية البيئة الأمريكية على أنها " تعريف وتحديد وتجميع

وتحليل والإفصاح عن معلومات التكاليف البيئية والاعتماد عليهم في اتخاذ القرارات الاقتصادية 1 كما يمكن تعريفها على أنها: "مصطلح يقابله العديد من المرادفات مثل: محاسبة الكلفة الإجمالية، المحاسبة الخضراء أو محاسبة الكلفة التامة، تلتقي كلها في كونها نشاط خدمي يتم

تطويعه لتعزيز المبادرات والسياسات البيئية، يتضمنها الكلف والمنافع البيئية الناجمة عن ممارسة المؤسسات لأنشطتها خاصة منها تلك الناشطة في صناعات حساسة بينيا . تعريف أخر للمحاسبة البيئية فهي عبارة عن : تحديد وقياس تكاليف الأنشطة البيئية و استخدام

تلك المعلومات في صنع قرارات الإدارة البيئية، بهدف التخفيض الآثار البيئية السلبية للأنشطة والأنظمة البيئية والحد منها ، ومن بين هذه التكاليف تكاليف بيئية التي تنشأ بسبب تدهور الجودة البيئية الموجود أو المحتمل وجوده ".

وكما عرفت أنها " تلك النفقات التي تتحملها المؤسسة من أجل التوافق مع المعايير المنظمة القوانين البيئة، والتكاليف التي تنفق من أجل

تخفيض أو وقف انبعاث المواد الضارة، والتكاليف الأخرى المصاحبة لعملية تخفيض الآثار البيئية الضارة على العاملين والمؤسسة ككل ... حيث يظهر دور المحاسبة الخضراء في التنمية المستدامة من خلال بروز أبعاد حيدة المفهوم الاستدامة، ومدى ارتباطها بالبعد البيئي للمحاسبة داخل المؤسسة وفيما يلي أهمها:

1 . المشروع المستدام المشروع المستدام هو المشروع الذي يناضل لتحقيق مستويات أداء عالية يخلق قيمة المستثمريه وعملائه ومورديه وموظفيه وللهيئات التي تعتمد عليها أعماله، وهو يركز على النظم البيئية والاجتماعية للحصول على موارده حيث تتمثل مبادئ الأداء

المستدام فيما يلي:

إدارة المخاطر : عن طريق النتهاز الفرص وإدارة المخاطر المتعلقة بالأمور الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

الجهات المهتمة بالمشروع يجب الدخول في حوار مع الجهات المهتمة بالمشروع ومحاولة مقابلة احتياجاتهم بطريقة فعالة. الشفافية بنشر الحسابات والتقارير عن الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بشكل منظم وواضح.

الأفراد: معاملة الموظفين والأفراد بعدالة واحترام.

الاستراتيجية يجب أن تكون إستراتيجية المشروع مبنية على أسلى تكامل بين الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية الطويلة الأجل الابتكار عن طريق الاستثمار في تطوير المنتجات التي تستخدم الموارد الطبيعية بطريقة فعالة على المدى الطويل.

2. المنتجات المستدامة وهي منتجات تحقق منافع بيئية واجتماعية واقتصادية، وتوفر الحماية للصحة العامة، وتحمي الرفاهية، والنشر الرجاء الاقتصادي وتؤكد على حماية البيئة خلال دورتها من وقت استخراج المواد الخام حتى التصريف النهائي لها ومنه يجب الاهتمام بأدوات دعم المخاذ قرارات تطوير المنتج، والمتمثلة فيما يلي:

الفرص التسويقية الجديدة واتفاقيات الأعمال غير المالية. إدراك العميل للقيم البيئية المضافة ومثل المنتجات ذات العلامة البيئية ومستويات الإدارة البيئية

استخدام التكنولوجية النظيفة لإعادة تصميم المنتج والعملية التشغيلية، وإعادة التدوير، واستبدال المواد والإدارة الداخلية الجيدة.
3 .المحاسبة المالية المستدامة المحاسبة المالية المستدامة هي استخراج وتحليل واستخدام المعلومات البيئية والاجتماعية ذات القيم النقدية بهدف تحسين الأداء البيئي والاجتماعي والاقتصادي حيث تبرز أهمية المحاسبة المستدامة من خلال الدور الهام الذي تلعبه في تحقيق تكامل نظم الأعمال المستدامة، وتحديد أولويات مداخل النظم التي تحقق رضا العميل وتعمل على تطوير رأس المال الطبيعي، فمن الأمور الهامة داخل الشركة المحاسبة عن استدامة الشركات وإعداد التقارير عن مساهمة الشركات والمنظمات الأخرى في التنمية المستدامة، وذلك يمثل حافزا للإدارة التطوير وإعداد المحاسبة المستدامة وإدارة المعلومات، وتطوير أدوات وإجراءات إعداد التقارير بهدف قياس الأداء المستدام المشركة والإفصاح عنهو تعتمد المحاسبة المستدامة على توسيع إطار المحاسبة المالية لتقابل المتغيرات المستحدة، ومنها سيادة اقتصاد الخدمة الذي يركز على عوامل جديدة لنجاح الشركة كالسمعة والإبداع، كما يجب أن تتضمن التقارير التائج البيئية والاجتماعية والاقتصادية للإنتاج لدعم المحاذ قرارات التنمية المستدامة، حيث قد تقع الشركات تحت وطأة ضغط كبير من القوانين والمجتمع عن أدائها البيتي والاجتماعي في تقارير الاستدامة، ومن ثم فقد تكون هناك استفادة كبيرة للإدارة من كون المحاسبة المستدامة جزء من تفعيل الاستدامة
داخل الشركة ومنه تعتمد المحاسبة المالية المستدامة على عدة أدوات منها:

-المراجعة البيئية الداخلية تقوم المراجعة البيئية بفحص نظام الإدارة البيئية المتأكد مما إذا كان استخدامه يتم كما هو مخطط وما إذا كان يتم تطبيقه فعلا، وباستخدام المراجعة البيئية تظهر الإدارة اهتمامها بهذا النظام فيدرك الموظفين مدى أهميته ويتوقع استخدامه من الجميع

-إعداد تقارير الاستدامة: تقارير الاستدامة هي حسابات توضح الأداء الاقتصادي والبيئي والاجتماعي للشركة فيما يتعلق بعملياتها ومنتجاتها وخدماتها، وهي تربط بين وظائف التمويل والتسويق والبحث والتطوير للشركة بطريقة أكثر إستراتيجية.
رغم أهمية قياس الحسابات القومية الخضراء، فإنها تواجه العديد من الصعوبات التي تحد من تنفيذها على المستوى الدولي، نتيجة اختلاف الاهتمامات البيئية بين دولة وأخرى، والقصور في الإحصاءات البيئية، ويضاف إلى ذلك أن قياس الأضرار البيئية مازال مثاراً الجدل واسع. وقد لقبلت جهود عديدة لتذليل تلك الصعوبات، خاصة من خلال بعض المنظمات الدولية المعنية، كاللجنة الإحصائية في الأمم المتحدة حيث تم بناء نظام للحسابات الاقتصادية والبيئية المتكاملة، في محاولة لقياس الحسابات القومية الخضراء، مع مرونة في التطبيق وفق

الأولويات ويبقى للمحاسبة دورا إيجابيا ومهم في إنجاح خطط التنمية الاقتصادية، ويبرز هذا الدور في تقديم المعلومات التي تساعد في التوزيع الأمثل للموارد المتوفرة من خلال توفير المعلومات اللازمة والملائمة لإنجاح خطط التنمية، ولابد من عملية التوفيق بين التنمية والبيئة ويمكن أن تتم عن طريق حساب العائدات والتكاليف البيئية للتنمية أي يتم تحقيق تنمية اقتصادية بمراعاة المعايير البيئية للموارد الطبيعية للحيلولة دون الخيار البيئة في الأجل الطويل، وعلى البلدان النامية العمل على إعداد معايير بيئية فعالة لأن البيئة تمثل لها أهم ثرواتها ومنه توصلنا إلى أن المحاسبة الخضراء الوسيلة التي يمكن من خلالها الحكم على مدى التزام المؤسسات الاقتصادية في المحافظة على البيئة بما توافره من معلومات من التكاليف البيئة التي تكبدتها المؤسسة الاقتصادية في هذا المجال. غير أن هناك بعض القصور في إيجاد الصيغ المحاسبية التي تربط بين الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة بأن واحد منها عدم وجود معيار للمحاسبة البيئية الأمر الذي يؤدي إلى قله توافر البيانات المحاسبية التي يمكن من خلالها توفير مقاييس مرتبطة بالبيئة