الأساس الاكتواري للمحاسبة هو عبارة عن نظام أو علم يستخدم في تقييم المخاطر المالية المتعلقة بمجالات التأمين ومجالات التمويل وذلك عن طريق استخدام الأساليب الرياضية والإحصائية وتطبيق العلم الاكتواري للرياضيات والاحتمالات والإحصائيات بهدف تحديد وتحليل الآثار المالية الخاصة بالأحداث المستقبلية.
اذ ان شركات التأمين تواجه عدة مخاطر مالية وغير مالية قد تنتج من عدم سداد أقساط التأمين بواسطة المؤمن لهم أو نتيجة زيادة خطر التأمين أو ألي أسباب أخرى ولذلك تحتاج لعملية إدارة هذه المخاطر من خلال المحاسبة الاكتوارية لمعالجة هذه المخاطر.
تستند الدراسات الإكتوارية في الأساس على تقديم الخطط الخاصة بالتأمينات ، حيث يعتبر هذان العاملان هما الأساس فيما يخص المحاسبية الاكتوارية ، وايضا يتم تطبيق العلوم الاكتوارية أيضا في دراسة تمويل المنشأة من أجل تحليل المخاطر والعمل على تسهيل اتخاذ القرارات المالية ، كما تستخدم المحاسبة الإكتوارية أيضا في حساب المعاشات التقاعدية.
الدراسات الاكتوارية تستخدم بشكل أساسي في تحديد نسبة المخاطر المستقبلية المتوقعة الخاصة بالأنشطة الاستثمارية والائتمانية والتسويقية والتشغيلية والتأمين بالإضافة لبرامج الضمان الاجتماعي.
ومن ناحية أخرى، فإن المعايير الدولية للمحاسبة قد أجبرت المنشآت على استخدام المحاسبة الاكتوارية والاستعانة بالخبراء الإكتواريين من أجل دراسة بعض الحسابات التي تظهر في القوائم والتقارير المالية ، حيث ان المعيار المحاسبي الدولي 19 الخاص بمنافع الموظفين قد حدد المتطلبات المحاسبية لمزايا الموظفين ، بما في ذلك المزايا قصيرة الأجل (مثل الأجور والرواتب والإجازة السنوية) ومزايا ما بعد الخدمة مثل مزايا التقاعد والمزايا الأخرى طويلة الأجل (مثل إجازة الخدمة الطويلة ) ومزايا إنهاء الخدمة وان المبدأ وفق هذا المعيار هو وجوب الاعتراف بتكلفة تقديم مزايا الموظفين في الفترة التي يكتسب فيها الموظف المزايا ، وليس عندما يتم دفعها أو استحقاقها ، ويحدد كيفية قياس كل فئة من مزايا الموظفين ، مع توفير تفاصيل مفصلة التوجيه على وجه الخصوص حول مزايا ما بعد التوظيف.
ويستخدم مصطلح العمر الاكتواري ليعبر عن متوسط العمر المتوقع للفرد العامل، وذلك على أساس الحسابات والنماذج الإحصائية. حيث يستخدم الإكتورايون الحسابات الرياضية وعلم الإحصاء من أجل التنبؤ بمتوسطات الأعمار المتوقعة للموظفين وذلك بهدف مساعدة شركات التأمين على النجاح في عمل التسعير والتنبؤ والتخطيط السليم ، حيث إن تحديد العمر الاكتواري للشخص يساعد شركات التأمين في تحديد المبلغ الذي يجب على الموظف دفعه كل شهر والسنوات التي من المحتمل أن يعمل فيها الموظف ، وما يحتمل أن يكسبوه ، ومعدل العائد على أصول الخطة ومعدل الخصم للمنافع المستقبلية.
لذلك يمكننا القول ان المعايير المحاسبية تلزم الشركات بالإفصاح عن كل من التزامات المعاشات التقاعدية (الخصوم) والأصول المخصصة لتغطيتها .

لذلك ظهر مفهوم العلوم الاكتوارية والخبراء الاكتواريون لدراسة المخاطر المالية والشكوك، وخاصة تلك المتعلقة ببرامج التأمين والمعاشات التقاعدية ومن خلال استخدام النماذج الرياضية والأساليب الإحصائية لتحليل البيانات وتقييم احتمالية الأحداث المستقبلية ، حيث ان الخبراء الاكتواريون هم محترفون متخصصون في هذا المجال وهم مسؤولون عن حساب تكاليف وثائق التأمين وخطط التقاعد ويلعبون دوراً حاسماً في صناعة الخدمات المالية ويتزايد الطلب عليهم بسبب خبرتهم في إدارة المخاطر.
ان العلوم الاكتوارية هي مجال متخصص للغاية ويتطلب تدريباً وتعليماً مكثفا ويحمل معظم الخبراء الاكتواريين درجة البكالوريوس على الأقل في الرياضيات أو الإحصاء أو أي مجال ذي صلة، والعديد منهم أيضاً حاصلون على درجات علمية متقدمة أو شهادات مهنية.
ويستخدم الخبراء الاكتواريون مجموعة متنوعة من الأساليب الرياضية والإحصائية لتحليل البيانات والتنبؤ بالأحداث المستقبلية وتشمل هذه الأساليب نظرية الاحتمالات، وحساب التفاضل والتكامل، والنماذج المالية.
ويعمل الخبراء الاكتواريون في مجموعة متنوعة من الصناعات، بما في ذلك التأمين والتمويل والرعاية الصحية وهم مسؤولون عن تقييم المخاطر وتحديد المستوى المناسب لأقساط التأمين أو مساهمات المعاشات التقاعدية لتغطية تلك المخاطر.
ويجب أن يكون الخبراء الاكتواريون قادرين على توصيل المفاهيم المالية المعقدة إلى مجموعة متنوعة من الجماهير، بما في ذلك الزبائن والجهات التنظيمية وأصحاب المصلحة الآخرين. ويجب أن يكونوا أيضاً قادرين على العمل بفعالية ضمن فرق والتعاون مع محترفين آخرين، مثل شركات التأمين والمحاسبين والمحللين الماليين.
وان الطلب على الخبراء الاكتواريين يزداد يوم بعد يوم بسبب التعقيد المتزايد للمخاطر المالية والحاجة إلى حسابات دقيقة لطريقة التكلفة ومن المتوقع أن ينمو توظيف الخبراء الاكتواريين بنسب عالية أسرع بكثير من المتوسط لجميع المهن الاخرى .