انت الان في قسم تقنيات النباتات الطبية والنواتج الطبيعية

مقالة علمية للتدريسي أ.د مجيد كاظم عباس بعنوان نباتات أكلة اللحوم تاريخ الخبر: 03/05/2025 | المشاهدات: 138

مشاركة الخبر :

جنس Nepenthes
جنس النابينثس من النباتات آكلات اللحوم، والمعروفة باسم نباتات الإبريق الاستوائية، أو أكواب القرد. يضم الجنس حوالي 170 نوعا والعديد من الهجن الطبيعية والمستزرعة. ويعد في الغالب من نباتات المناطق الاستوائية وينتشر من جنوب الصين وإندونيسيا وماليزيا والفلبين؛ غربا إلى مدغشقر وجنوبا إلى أستراليا وشمالًا إلى الهند وسريلانكا. كما يعتبر العديد من انواع الجنس من نباتات المناطق المنخفضة الحارة والرطبة، ولكن معظمها نباتات استوائية جبلية. بعض أنواع قليلة منها مثل Nepenthes clipeata يعيش في مناطق جبلية باردة خلال النهار والليل حتى درجة حرارة قريبة من الصفر المئوي. ويُشير اسم "أكواب القرود" إلى الاعتقاد السائد بأن القرود كانت تشرب مياه الأمطار من الأباريق.
يعود أقدم سجل معروف لنباتات جنس النابينثس Nepenthes إلى القرن السابع عشر. ففي عام 1658، نشر الحاكم الفرنسي إتيان دو فلاكورت وصفًا لنبتة الإبريق في عمله الرائد "تاريخ جزيرة مدغشقر الكبرى". وفي عام 1677، أشار الطبيب الدنماركي توماس بارثولين إليه بإيجاز تحت اسم ميراندا هيربا، وهو اسم لاتيني يعني "العشب الرائع. بعدها أصبح باندورا لاحقًا الاسم الأكثر شيوعًا لنباتات الإبريق الاستوائية، حتى صاغ المصنف النباتي السويدي كارلوس لينيوس اسم "النيبينث" عام 1737.
أنواع نباتات هذا الجنس لها نظام جذر سطحي وساق منتصبة أو متسلقة، غالبا ما يصل طولها إلى عدة أمتار، وقد يصل إلى 15 مترا (49 قدما) أو أكثر، وقطرها عادةً سنتيمتر واحد (0.4 انج) أو أقل، مع أن هذا القطر قد يكون أكثر سمكًا في بعض الأنواع. تبرز من السيقان أوراق متبادلة تأخذ شكل السيف ذات حواف كاملة. يبرز من طرف الورقة امتداد للضلع الأوسط (المحلاق)، الذي يساعد على التسلق في بعض الأنواع؛ وفي نهاية المحلاق يتشكل الإبريق. يبدأ الإبريق كبرعم صغير ثم يتمدد تدريجيا ليشكل فخا كروبا أو أنبوبيا. عادةً ما تُنتج أنواع نبات النيبنثس نوعين من الأباريق، يُعرفان بثنائية شكل الأوراق. تظهر قرب قاعدة النبات مصائد سفلية كبيرة، وعادةً ما تكون على الأرض. أما الأباريق العلوية أو الهوائية، فعادةً ما تكون أصغر حجما، ولونها مختلفا، وتتميز بخصائص مختلفة عن الأباريق السفلية. تتشكل هذه الأباريق العلوية عادةً مع نضج النبات وزيادة طوله. وللحفاظ على ثبات النبات، غالبا ما تُشكل الأباريق العلوية حلقة في المحلاق، مما يسمح له بالالتفاف حول الدعامة القريبة له.
للنبات ألوان زاهية ويحمل ازهارا تنمو في عناقيد، حيث توجد أزهار مذكرة واخرى مؤنثة على نباتات منفصلة. تُنتَج البذور عادةً في كبسولة رباعية الجوانب، قد تحتوي على 50-500 بذرة.
ومن نباتات هذا الجنس نبات الجرة Nepenthes attenboroughii والذي يعد أحد النباتات المهددة بالانقراض، ويسميه البعض بنبات السلوى لاحتوائه على السوائل السكرية إضافة الى احتوائه على انزيمات هاضمة حيث يُنتج في سائله ما لا يقل عن 29 بروتينا هضميا، بما في ذلك البروتياز والكيتيناز. تتحور الورقة إلى شكل جرة أو قدر او ابريق له غطاء عمقه 30 سم في بعض الأنواع وعرضه 12سم بحيث يسمح بدخول الحشرات الكبيرة، وبعض الطيور الصغيرة والزواحف. وهو من النباتات صائدة الحشرات، ولذا يمكن تصنيفه من النبات اكلة اللحوم حيث يمكنها ايضا ان تصطاد الفئران. للاباريق غطاء شمعي دائم له وظيفتين اساسيتين الأولى حماية الجرّة من ماء المطر المتساقط وتخفيف السائل السكري والثانية اجتذاب الحشرات لغدد الرحيق الموجودة في أسفل الجرّة. ويغطي الجدار الداخلي للجرة بمادة شمعية وشعيرات متجهة إلى أسفل لتمنع خروج الحشرات، ولها روائح زكية وبداخله سائل، وكل الطرق والتراكيب تهيأت لإغراء الفريسة واقتناصها. وتحاط حافة الجرّة بأضلاع بارزة تتدلى حوافّها الحادة للداخل. وتوجد غدد الرحيق بين هذه الأضلاع. وتكون الحافة ملساء ناعمة وكذلك الجزء الداخلي للجرة وبالتالى لاتوجد فرصة للحشرة في الوقوف والهروب من الجرة فتسقط داخل الفخ وتقع في السائل الموجود في الأسفل فتموت وتهضم وتتحول إلى غذاء سهل بالنسبة لهذه النباتات.
التفاعل الأكثر وضوحا بين أنواع نبات النابينثس وبيئاتها، بما في ذلك الكائنات الحية الأخرى، هو تفاعل المفترس والفريسة. حيث تجذب أنواع النابينثس فرائسها من خلال الإنتاج النشط للألوان الجذابة والرحيق السكري والروائح الزكية. ومن هذه العلاقة، تكتسب النباتات النيتروجين والفوسفور بشكل أساسي لتكملة احتياجاتها الغذائية للنمو. الفريسة الأكثر شيوعًا هي مجموعة وفيرة ومتنوعة من المفصليات، وعلى رأسها النمل والحشرات الأخرى.
يمكن إكثار النباتات بالبذور والعقل وزراعة الأنسجة. ولا تُعد البذور عادةً الطريقة المُفضّلة للإكثار. قد تستغرق البذور شهرين للإنبات، وسنتين أو أكثر لإنتاج نباتات ناضجة. كما يمكن تجذير العقل باستخدام البيتموس الرطب في كيس بلاستيكي أو خزان ذي رطوبة عالية وإضاءة معتدلة. ويمكن أن تبدأ عملية التجذير في غضون شهر إلى شهرين وتبدأ في تكوين أباريق في حوالي ستة أشهر. كما تُستخدم زراعة الأنسجة الآن تجاريا.

جامعة المستقبل الجامعة الأولى في العراق