الاسم العلمي والتصنيف
نبات الشوكران السام يحمل الاسم العلمي Conium maculatum، وينتمي إلى العائلة الخيمية (Apiaceae). يُعرف أيضًا باسم "الشوكران الأبقراطي" أو "Hemlock"، ويُعتبر من أكثر النباتات سمّيةً في أوروبا وشمال إفريقيا وآسيا.

الشكل والمحتوى الكيميائي
يُشبه الشوكران نبات البقدونس أو الجزر البري، وله ساق مميزة عليها بقع أرجوانية. يحتوي على مجموعة من القلويدات السامة، أبرزها:

كونيين (Coniine): المادة الفعالة الرئيسية.

Conhydrine وPseudo-conhydrine: قلويدات مساعدة لها تأثير عصبي.
تُعد هذه القلويدات عصبية التأثير وتمنع النقل العصبي في الموصلات العصبية العضلية، مما يؤدي إلى الشلل.

السمية والآلية
يُعد تناول أجزاء بسيطة من النبات قاتلًا، خاصة البذور والجذور. تبدأ أعراض التسمم خلال 30 دقيقة إلى ساعة من الاستهلاك، وتشمل:

غثيان وتقيؤ.

شلل عضلي تدريجي يبدأ من الأطراف السفلية.

فقدان القدرة على النطق والتنفس.

الوفاة نتيجة توقف التنفس بسبب شلل الحجاب الحاجز.
آلية السمية ترتبط بتثبيط عمل مستقبلات الأسيتيل كولين النيكوتينية، مما يسبب ارتخاء العضلات وفشل التنفس.

الاستخدامات الطبية والتاريخية
رغم سميته، فقد استُخدم الشوكران في العصور القديمة كمخدر ومسكن للألم، خاصة في الطب اليوناني. أشهر حالة تاريخية لاستخدامه كانت إعدام الفيلسوف سقراط عام 399 ق.م بعد تناوله جرعة مميتة منه.

حديثًا، تُجرى بعض الدراسات المخبرية على مركب كونيين كمادة لها تأثيرات محتملة في تثبيط بعض أنواع الخلايا السرطانية، لكن لا توجد تطبيقات طبية مرخصة بسبب ارتفاع خطورته.

التشخيص والعلاج
يُشخص التسمم عادةً عبر الأعراض السريرية وتاريخ التعرض. لا يوجد ترياق نوعي مضاد لسم الشوكران. يقتصر العلاج على:

دعم الجهاز التنفسي (التنفس الصناعي).

إعطاء الفحم النشط في الحالات المبكرة.

مراقبة العلامات الحيوية وإعطاء سوائل وريدية.

الوقاية والتحذير
تنتشر نباتات الشوكران في الأراضي الرطبة وعلى أطراف الطرقات. يجب توعية العامة بعدم لمس أو تناول أي نبات بري غير معروف، خاصةً في المناطق التي يشيع فيها وجود هذا النبات. لا يُنصح باستخدامه بأي شكل في الطب الشعبي.

الخلاصة
الشوكران السام نبات قاتل يحتوي على مركبات قلويدية تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي. ورغم استخداماته التاريخية، فإن مخاطره تفوق فائدته الطبية، لذا تُصنَّف جميع أجزائه كمواد محظورة ويُمنع تداولها أو استخدامها دون إشراف طبي متخصص.

جامعة المستقبل الأولى على الجامعات الأهلية