تُعدّ الحمى النزفية الفيروسية من الأمراض المعدية الخطيرة التي تهدد الصحة العامة، خاصةً في البيئات التي تفتقر إلى الرقابة الصحية الكافية، أو التي تشهد ظروفًا بيئية تسهّل انتشار العوامل الممرضة. ويكمن خطر هذا النوع من الحمى في قدرتها على التسبب بمضاعفات خطيرة، قد تصل في بعض الحالات إلى الوفاة.
ما هي الحمى النزفية الفيروسية؟
الحمى النزفية الفيروسية هي مجموعة من الأمراض التي تسببها فيروسات تنتمي إلى عدة عائلات فيروسية، منها: الفيروسات الخيطية (مثل إيبولا وماربورغ)، الأرثوبونيا (مثل فيروس القرم–الكونغو النزفي)، والفلافيفيروسات (مثل الضنك). وتتميز جميعها بأعراض شديدة تصيب عدة أجهزة في الجسم، مصحوبة باضطرابات نزفية واضحة.
أعراض المرض
تتراوح الأعراض بين الخفيفة إلى الشديدة، وقد تتطور بسرعة، وتشمل:
ارتفاع شديد في درجة الحرارة
صداع وآلام في العضلات والمفاصل
اضطرابات في الجهاز الهضمي (غثيان، تقيؤ، إسهال)
طفح جلدي في بعض الحالات
نزيف من الأنف أو اللثة أو تحت الجلد
هبوط في ضغط الدم في الحالات المتقدمة
طرق الانتقال
تنتقل الحمى النزفية الفيروسية بعدة طرق، أبرزها:
الاتصال المباشر بسوائل جسم المصاب (دم، لعاب، بول)
لدغات الحشرات أو القراد الحامل للفيروس
التعامل مع الحيوانات المصابة
ملامسة أدوات ملوثة بالفيروس
في بعض الحالات، يمكن انتقال العدوى من إنسان لآخر في أماكن الرعاية الصحية
الوقاية والسيطرة
الوقاية تبدأ بالوعي. ومن أبرز إجراءات الوقاية:
تجنب الاختلاط المباشر مع المصابين أو المشتبه بإصابتهم
ارتداء معدات الوقاية الشخصية للعاملين في المجال الصحي
غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون أو المطهرات
مكافحة نواقل المرض كالبعوض والقراد
التأكد من سلامة اللحوم قبل استهلاكها
التبليغ السريع عن أي حالة مشتبه بها للجهات الصحية
رغم خطورة الحمى النزفية الفيروسية، إلا أن السيطرة عليها ممكنة من خلال التوعية المجتمعية، والالتزام بالإجراءات الصحية الوقائية، والتنسيق بين المواطن والقطاع الصحي. ويأتي هذا ضمن الجهود الرامية لتحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة: ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاه للجميع في جميع الأعمار.
فالوقاية من الأوبئة، والحد من الأمراض المعدية، وتحسين الاستجابة الصحية، هي مرتكزات أساسية في بناء مجتمعات صحية وآمنة. إن الاستثمار في الصحة، والوعي المجتمعي، والبنية التحتية الصحية المتينة، هو استثمار في الاستقرار والتنمية المستدامة.
جامعة المستقبل الاولى في العراق