يُعد التصحر من أبرز التحديات البيئية التي تواجه العالم اليوم، خصوصًا في المناطق الجافة وشبه الجافة. ويُعرّف التصحر بأنه تدهور الأراضي في المناطق القاحلة نتيجة لعوامل طبيعية مثل التغير المناخي، أو بشرية مثل الاستغلال المفرط للموارد الزراعية والرعوية. يؤثر التصحر بشكل مباشر على الأمن الغذائي، والموارد المائية، والحياة الاقتصادية والاجتماعية للسكان.
أسباب التصحر:
1. الأنشطة البشرية المفرطة: مثل الرعي الجائر، وقطع الأشجار، والاستخدام غير المستدام للأراضي.
2. تغير المناخ: ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار يؤديان إلى جفاف التربة وفقدان خصوبتها.
3. الزراعة غير المستدامة: مثل الزراعة في الأراضي الهشة دون إعادة تأهيلها.
4. التمدن العشوائي: زحف المدن على الأراضي الزراعية يساهم في تقليص المساحات الخضراء.
آثار التصحر:
انخفاض إنتاجية الأراضي الزراعية.
زيادة معدلات الفقر والهجرة القسرية.
فقدان التنوع البيولوجي.
انتشار العواصف الترابية وزيادة ظواهر التغير المناخي.
استراتيجيات مكافحة التصحر:
1. التشجير وإعادة تأهيل الأراضي: زراعة الأشجار المناسبة للمناخ المحلي تعزز من تثبيت التربة وتقليل التبخر.
2. استخدام تقنيات الزراعة المستدامة: مثل الزراعة الحافظة واستخدام السماد العضوي.
3. إدارة الموارد المائية بفعالية: من خلال الحصاد المائي، والري بالتنقيط، وإعادة تدوير المياه.
4. التوعية المجتمعية: إشراك المجتمعات المحلية في مشاريع الاستصلاح وتعريفهم بأهمية الحفاظ على البيئة.
5. التشريعات البيئية: إصدار قوانين تحد من استنزاف الأراضي ومراقبة استخداماتها.
أمثلة محلية وعالمية ناجحة:
في العراق، بدأت بعض المبادرات في زراعة الأحزمة الخضراء حول المدن للحد من زحف الرمال.
في الصين، تم تنفيذ مشروع "السور الأخضر العظيم" لوقف تقدم الصحراء باتجاه المناطق السكنية.
في إفريقيا، يجري تنفيذ مبادرة "الجدار الأخضر الكبير" لزراعة ملايين الأشجار عبر الصحراء الكبرى.
مكافحة التصحر مسؤولية جماعية تتطلب تعاون الحكومات، والمجتمع المدني، والمؤسسات العلمية. إن استثمار الجهود في حماية الأراضي يعزز من الاستقرار البيئي ويؤمن مستقبلًا أكثر استدامة للأجيال القادمة. ولذلك، يجب أن يُدرج هذا الموضوع ضمن أولويات التنمية المستدامة.
جامعة المستقبل الاولى على الجامعات الاهلية